Sharh Talwih
شرح التلويح على التوضيح لمتن التنقيح في أصول الفقه
Genre-genre
أو لاستعارة عطف على قوله، والمشكل إما لغموض في المعنى، وإنما أشكل هذا بسبب الاستعارة؛ لأن القارورة تكون من الزجاج لا من الفضة فالمراد أن صفاءها صفاء الزجاج، وبياضها بياض الفضة.
"والمجمل كآية الربا" فإن قوله تعالى: {وحرم الربا} [البقرة:275] مجمل؛ لأن الربا في اللغة هو الفضل، وليس كل فضل حراما بالإجماع، ولم يعلم أن المراد أي فضل فيكون مجملا، ثم لما بين النبي صلى الله عليه وسلم الربا في الأشياء الستة احتيج بعد ذلك إلى الطلب والتأمل ليعرف علة الربا
...................................................................... ..........................
فله مزية على السارق من البيت في معنى السرقة، وهو الأخذ على سبيل الخفية فيقطع، وإن كان لنقصان في ذلك لا يثبت الحكم كالنباش فإنه ناقص في معنى السرقة لعدم المحافظة بالموتى فلا يقطع.
قوله: "وهذا" أي إلحاق باطن الفم بالظاهر في الغسل حتى يجب غسله، وبالباطن في الوضوء حتى لا يجب أولى من العكس؛ لأن التطهر، وهو المذكور في الجنابة يدل على التكلف والمبالغة في التطهير، وذلك في غسل باطن الفم دون تركه؛ ولأن الطهارة الصغرى أكثر وقوعا من الكبرى فهي بالتخفيف أليق، وترك المبالغة فيها أرفق، وأما داخل العين فإيصال الماء إليه يورث العمى فألحق بالباطن في الطهارتين دفعا للحرج فإن قيل: معنى التطهر معلوم لغة، وشرعا إلا أنه مشتبه في حق داخل الفم، والأنف كآية السرقة في الطرار، والنباش فيكون من قبيل الخفي لا المشكل. قلنا لا نسلم أنه معلوم شرعا قبل الطلب والتأمل، كيف والاختلاف فيه باق بعد، وتحقيقه أن معنى التطهر غسل جميع ظاهر البدن إلا أن فيه غموضا لا يعلم قبل الطلب، والتأمل أن جميع ظاهر البدن هو البشرة والشعر مع داخل الفم والأنف أو بدونه.
قوله: "أو لاستعارة" عطف على قوله لغموض في المعنى كقوله تعالى: {وأكواب كانت قواريرا قوارير من فضة} [الانسان:15-16]، أي تكونت من فضة، وهي مع بياض الفضة وحسنها في صفاء القوارير وشفيفها فاستعار القوارير لما يشبهها في الصفاء، والشفيف استعارة الأسد للشجاع، ثم جعلها من الفضة مع أن القارورة لا تكون إلا من الزجاج فجاءت استعارة غريبة بديعة.
قوله: "والمجمل" وهو ما خفي المراد منه بنفس اللفظ خفاء لا يدرك إلا ببيان من المجمل سواء كان ذلك لتزاحم المعاني المتساوية الأقدام كالمشترك، أو لغرابة اللفظ كالهلوع، أو لانتقاله من معناه الظاهر إلى ما هو غير معلوم كالصلاة، والزكاة، والربا.
قوله: "والمتشابه" وهو ما خفي بنفس اللفظ ولا يرجى دركه أصلا كالمقطعات في أوائل السور مثل: {الم} سميت بذلك؛ لأنها أسماء لحروف يجب أن يقطع في التكلم كل منها عن الآخر على هيئته، وتسميتها بالحروف المقطعات مجاز؛ لأن مدلولاتها حروف أو لأن الحرف يطلق على الكلمة.
Halaman 237