327

Sharah Talqin

شرح التلقين

Editor

سماحة الشيخ محمَّد المختار السّلامي

Penerbit

دار الغرب الإِسلامي

Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

1429 AH

Lokasi Penerbit

بيروت

Genre-genre

Fiqh Maliki
والجواب عن السؤال السابع: أن يقال: أما وجه إجازة القراءة لها، فلأن عائشة كانت تقرأ القرآن وهي حائض والظاهر أن هذا مع تكرره عليها، وكونها مع النبي ﵇ من القرب في فراش واحد، أنها طالعته على ذلك، أو فهمت عنه ما استباحت هذا منه.
وأما وجه المنع فقياسًا على الجنب. وقد فرق أصحاب الرواية الأولى بينهما وبين الجنب، بأن (١) حدث الجنب مكتسب وهو قادر على رفعه بالطهارة، ومدة جواز بقائه عليه لا تطول. والحائض من غير اكتسابها.
واغتسالها لا يرفع حكم الحيض. ومدة أيام حيضتها تطول فقد يؤدي هجرها للقراءة لنسيانها. فأبيحت لها القراءة لأجل هذا. والجنب فيه بخلافها.
والجواب عن السؤال الثامن: أن يقال: أما قراءة الجنب للقرآن فاختلف قول مالك فيها. والمشهور عنه المنع. وقال الشافعي لا يقرأ شيئًا من القرآن أصلًا. وقال داود يقرأ ما شاء. ودليلنا على المنع ما وقع في الخبر لا يقرأ الجنب شيئًا من القرآن. وإخبار علي ﵁ أن النبي ﷺ كان يقرأ القرآن ما لم يكن جنبًا (٢). وقد صحح الترمذي حديث علي ﵁ هذا. ولأن ابن رواحة لما اتهمته امرأته بالجارية وجحدها. فطلبته بقراءة القرآن فتخلص منها بأن أنشدها شعرًا فصدقته. فأخبر النبي ﷺ بذلك. فقال: امرأتك أفقه منك (٣). فلولا اشتهار المنع حتى علمته النساء ما طلبته بالقراءة. ولو كانت القراءة مباحة لما احتاج هو إلى الإلغاز عليها بإنشاد الشعر ولا قال له ﷺ امرأتك أفقه منك.
والجواب عن السؤال التاسع: أن يقال: إذا ثبت منع الجنب القراءة فإنه

(١) هنا ينتهي النقص الوارد في -و- وهو بلفظ لأن. ثم وجدنا الصفحة برقم ٤٠ - و- وإذ تكون قد وضعت في غير موضعها عند الجمع.
(٢) عن عليّ أنه كان يقرأ القرآن ما لم يكن جنبًا. رواه الترمذي ولفظه كان يقرئنا القرآن ما لم يكن جنبًا. عارضة الأحوذي ج ١ ص ٢١٢.
(٣) من جامع السيوطي عدد ١٦٦٦٧ ج ٨ ص ٤٠٧ - ٤٠٨. ورواه أحمد مختصرًا ج ٣ ص ٤٥١.

1 / 332