223

Terbitan Matahari atas Alfiyah

شرح طلعة الشمس على الألفية

Genre-genre

ثم إن "في" تفيد الحكم بما دخلت عليه مطلقا في ظرف الزمان، كطالق يوم يقدم فلان أو في يوم يقدم فلان، فإن ذلك اليوم المذكور قيد لإيقاع الطلاق فيه، وكذا أيضا تفيد التقييد مع المكان إذا صلحت مع ما بعدها أن تكون قيدا لذلك الحكم، ككل هذا الشيء في البيت أو في البيد، فإن البيت أو البيد مثلا قيل: لحكم الأمر، وعليه مسألة الضياء، ونصها: "إن قال: إن بت في هذا المنزل فأنت طالق، فباتت إلى نصف الليل أقل أو أكثر، ثم خرجت أو دخلت المنزل بعد النصف أقل أو أكثر حتى أصبحت طلقت، فإن قال: إن بت في هذا المنزل الليلة، فحتى تكون في المنزل مذ تغرب الشمس حتى يطلع الفجر، ثم يحنث، فقد اعتبر في الصورتين التقييد بالمكان المجرور بفي والزمان المتضمن معنى: في، يلغى ما لا يصلح أن يكون قيدا، كما ألغى ابن محبوب - رضي الله عنه - لفظ يوم من قول القائل لزوجته: إذا حالت السنة فأنت طالق اليوم، فأجاب: بأنها إذا حالت السنة طلقت، وقوله: اليوم حشو، قال أبو الحواري: "وكذلك إن قال أنت طالق اليوم إن كلمت فلانا، فمضى اليوم ولم تكلمه، وقيل: إنه إذا مضى اليوم ولو تكلمه لم تطلق اعتبارا للقيدين الزماني والفعلي، وهو الأصح؛ لأن اعتبار كل واحد من القيدين ممكن، بخلافه في مسألة ابن محبوب فإنه لا يمكن اعتبار القيدين أصلا، فالفرق بين المسألتين ظاهر، والله أعلم.

ولما كان بعض الظروف لازم الإضافة لا يفيد معناه إلا بانضمام الغير؛ جعله من جنس حروف المعاني، وألحقه بها، فقال:

# ذكر أسماء الظروف

ولاقتران مع وللتقدم ... قبل وبعد عكس ذا المقدم

فبثلاث طلقت إن طلقا ... واحدة مع اثنتين مطلقا

كذاك قبلها وأما بعد ... فإن تكن موطوءة ذا يبدو

وإن يقل قبل اثنتين فكما ... لو قال بعدها اثنتان فاعلما

وعند للحضرة نحو عندي ... ألف وديعة لهذا الجندي

Halaman 246