Terbitan Matahari atas Alfiyah
شرح طلعة الشمس على الألفية
Genre-genre
وأجيب: بأنه إنما يلزم ذلك لو استحال خلو الاسم عن المعنى قبل المواضعة، فإنا نعلم ضرورة أنه كان يجوز أن يسمي المعنى بغير الاسم الذي يسمي به، وأنه يجوز أن يسمى السواد بياضا، ونحو ذلك، واحتج المنكرون لوقوعها بأن معانيها الأصلية باقية لم تنقل عنها، والزيادات شروط ألا ترى أن الصلاة اسم للدعاء، والدعاء في الصلاة الشرعية باق، وكذلك الصوم في الأصل للإمساك، وفي الشرع هو إمساك عن المفطرات فلم ينتقل كل واحد من الصلاة، والصوم، عن معناه الأصلي، لكن زادت فيه بعض الشروط في الشرع قلنا لما كانت هذه الألفاظ لم تطلق في الشرع على معناه اللغوي بل زاد فيها الشارع قيودا أو شروطا، علمنا أنه نقلها من معناها الأصلي إلى هذا المعنى المذكور، وأيضا فإن المصلي لم يقصد بصلاته الدعاء، وإنما يقصد أداء المشروع وهو مصل إجماعا، فعلمنا أن الصلاة شرعا غير الصلاة لغة، وكذا نظائرها فثبتت الحقيقة الشرعية، واعلم أن الاسم الواحد قد يكون حقيقة في أشياء كثيرة مختلفة الحقائق ليس بعضها أولى به وضعا من بعض، كالعين للباصرة، وللذهب، وللشمس، ولأحد الحروف، و كالجون للأسود، والأبيض، وكالناهل للريان، وللعطشان، ويسمى مشتركا، وقد تقدم بيان ماهيته، وذكر حكمه، وقد يكون حقيقة لشيء واحد فقط وهو الأكثر من أحواله، وذلك الشيء الواحد إما أن يكون متشخصا وهو العلم العيني كزيد مثلا، ويسمى عند المناطقة الجزء الحقيقي، وإما أن يكون غير متشخص فهو إما أن تكون أفراده الذهنية والخارجية متساويا فيه لا أحد يفضل صاحبه كزيد، وعمر، وخالد، بالنسبة للإنسان والفرس، والطائر، والسابح، بالنسبة للحيوان، ويسمى متواطئا أي متفق الأفراد، وأما أن يكون حصول بعض أفراده أولى من بعض كالبياض بالنسبة إلى العاج، وللثلج، أو أقدم كالوجود بالنسبة للوجه، والممكن فيسمى مشككا، وقد يكون للشيء الواحد اسمان فصاعدا كالآدمي، والبشر، والإنسان لأولاد آدم: كالكتاب، والقرءان للكلام
المنزل على نبينا عليه الصلاة والسلام، وكالبر، والقمح للطعام المخصوص، ويسمى هذا النوع مترادفا والله أعلم.
ثم إنه لما فرغ من بيان ماهية الحقيقة، وذكر تنويعها شرع في بيان حكمها فقال:
Halaman 197