130

شرح سنن ابن ماجة - الراجحي

شرح سنن ابن ماجة - الراجحي

Genre-genre

شرح حديث قول رسول الله للحسن: (اللهم إني أحبه) قال المؤلف رحمه الله تعالى: [فضل الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب ﵁: حدثنا أحمد بن عبدة قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن نافع بن جبير عن أبي هريرة عن النبي ﷺ: قال للحسن: (اللهم إني أحبه، فأحبه وأحب من يحبه، قال: وضمه إلى صدره)]. وهذا الحديث ثابت، أخرجه الشيخان، وفيه فضل الحسن ﵁، وهو من أهل البيت، ومن سادات شباب أهل الجنة. قال المؤلف رحمه الله تعالى: [حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن داود بن أبي عوف أبي الجحاف -وكان مرضيًا- عن أبي حازم عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (من أحب الحسن والحسين فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني)]. وهذا فيه أبو الجحاف وهو متكلم فيه. قال المحقق: قال في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات. ورواه النسائي في المناقب عن عمرو بن منصور عن أبي نعيم عن سفيان به. قال: وحسن العلامة الألباني ﵀ إسناده في صحيح سنن ابن ماجة. قال في التقريب: داود بن أبي عوف سويد التميمي البرجمي بضم الموحدة والجيم مولاهم أبو الجحاف بالجيم وتشديد المهملة، مشهور بكنيته، وهو صدوق شيعي ربما أخطأ. قوله: ربما أخطأ، يعني: قليل، فيكون حسن الحديث، وكونه يتشيع تشيعه قليل. ولا شك أن محبة الحسن والحسين من محبة النبي ﷺ، ومن أبغضهما لابد أن يكون في قلبه مرض. قال المحقق: وأخرجه أحمد من طريق سفيان عن سالم بن أبي حفصة، وسالم من غلاة الشيعة أيضًا، وإن قال ابن حجر في التقريب: صدوق في الحديث، فإنه على ما حققناه في تعقباتنا عليه ضعيف. فهذا الضعيف يمكن أن يكون شاهدًا، والعمدة ليست عليه بل العمدة على الحديث، والحديث حسن، والمعنى صحيح: فمن أحب الحسن والحسين فلا شك أن هذا من محبة أهل البيت، وأن هذا من الدين والإيمان.

9 / 5