Sharh Sahih Ibn Hibban - Al-Rajhi
شرح صحيح ابن حبان - الراجحي
Genre-genre
ذكر البيان بأن الإسراء كان برؤية عين لا برؤية منام
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ذكر البيان بأن الإسراء كان ذلك برؤية عين لا رؤية نوم.
أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد أنبأنا علي بن حرب الطائي أنبأنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى: (﴿وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ﴾ [الإسراء:٦٠]، قال: هي رؤيا عين أريها رسول الله ﷺ ليلة أسري به)].
لا شك أن الإسراء كان بروحه وجسده ﵊، وأنه يقظة لا منامًا، هذا هو الصواب الذي تدل عليه النصوص، والذي عليه المحققون: أن الإسراء والمعراج في ليلة واحدة لا في ليلتين، وأن الإسراء بروحه وجسده، وأن الإسراء يقظة لا منامًا.
قال بعض العلماء: إن الإسراء كان منامًا، وقال آخرون: إن الإسراء كان بروحه دون جسده، وقال آخرون: إن الإسراء كان مرارًا، وقيل: الإسراء في ليلة، والمعراج في ليلة.
وكل هذه أقوال ضعيفة، والصواب: أن الإسراء والمعراج في ليلة واحدة، أسري به ﵊ من مكة إلى بيت المقدس على البراق مع جبرائيل، وربط البراق بالحلقة التي يربط بها الأنبياء، وصلى بالأنبياء إمامًا، ثم أتي بالمعراج وهو كهيئة الدرج، وعرج بالنبي ﷺ إلى السماء حتى جاوز السبع الطباق في ليلة واحدة بروحه وجسده يقظة لا منامًا، هذا هو الصواب الذي تدل عليه النصوص قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا﴾ [الإسراء:١]، فالعبد يشمل مجموع الروح والجسد.
3 / 14