150

Sharh Riyadh as-Salihin

شرح رياض الصالحين

Genre-genre

Sains Hadis
عقوق الوالدين من أكبر الكبائر
من الأحاديث حديث أبي بكرة واسمه نفيع بن الحارث بن كلدة ﵁، وسبب كنيته أنه كان فيمن حاصرهم النبي ﷺ في حصن الطائف سنة ثمان للهجرة، فإنه بعد أن فتح مكة توجه إلى الطائف فرفض أهل الحصن الاستسلام ورشقوا المسلمين بالنبال والرماح وقد أسلم نفيع بن الحارث وأحب أن يهرب إلى النبي ﷺ، ولما كانت الأبواب مؤصدة محروسة لم يجد إلا أن يتدلى ببكرة وينزل من الحصن هاربًا إلى النبي ﷺ، فكني بعد ذلك بـ أبي بكرة ﵁.
وقد روى عن النبي ﷺ أنه قال: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر).
وقد كان ﷺ حينها متكئًا يقول لهم: هل أخبركم بأكبر الكبائر؟ والكبائر كثيرة لم يُتفق على حصرها، وقد جاء في حديث أن الكبائر الموبقات المهلكات سبع، فقال ابن عباس: هي إلى السبعين أقرب، يعني: أنها ليست سبعًا فقط، وقد أوصلها بعضهم أكثر من ثلاثمائة كبيرة، فجعل كل ما توعد الله ﷿ عليه من ذنب بأنه يعذب صاحبه، أو أن صاحبه ملعون مطرود من الرحمة، أو ذكر بأن له النار، أو جعل له حدًا في الدنيا، أو جعل شيئًا من الوعيد في الدنيا كبيرة من الكبائر.
قال أبو بكرة: قال رسول الله ﷺ: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله).
والإشراك أن الإنسان يعبد غير الله سبحانه أو يعبد مع الله ﷾ غيره، والشرك أقسام: الشرك الأكبر، والشرك الأصغر الشرك الخفي.
قال: (وعقوق الوالدين) العقوق: من عق، بمعنى: قطع، ومنه العقيقة، وهي: التي تذبح في يوم سابع المولود، والعقوق: من يقطع رحمه.

15 / 4