جزاء قاطع الرحم
وعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة)، فالرحم اشتق لها الرحمن ﷾ اسمًا من اسمه، ورحم الإنسان: قراباته، فالرحم تتعوذ بالله من أن تقطع (فقال الله ﷿: أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك.
قالت: بلى.
قال: فذلك لك).
فهذا وعد من الله ﵎ أنه يصل من وصل الرحم، فيجب على الإنسان أن يصل أقربائه كأبيه وعمه وخاله وأخته وعمته وخالته وأبناء أخواته وأبنائه ولا يقطع رحمه.
وجاء في الحديث الآخر: (حتى إن أهل الديار لا يصبرون على شيء من الذنوب، ولكن يصلون أرحامهم فيعطيهم الله ﷿ الغنى في الدنيا) فالإنسان الذي يرتكب الذنوب والمعاصي ولكنه يصل رحمه فإن الله تعالى قد يغفر له، لأن صلة الرحم عظيمة جدًا، قال الله ﷾: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾ [محمد:٢٢ - ٢٣].
فالذين أفسدوا في الأرض وقطعوا أرحامهم أصم الله ﷿ آذانهم وأعمى أبصارهم.
13 / 17