Sharh Risala Nasiha
شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة
Genre-genre
فالذي يدل على صحة ما نذهب إليه من أن المراد بقوله تعالى: {أهل البيت}[الأحزاب:33] الحسن والحسين -عليهما السلام- وأولادهما دون غيرهم وجهان:
أحدهما: ما نعلم من هذه اللفظة إذا أطلقت فقيل: قال أهل البيت، وفعل أهل البيت، لم يسبق إلى أفهام السامعين إلا من ذكرنا من أولاد الحسن والحسين -عليهما السلام- دون غيرهم، وكل لفظة تسبق إلى فهم السامعين معنى فهي حقيقة فيه سواء كانت شرعية أو لغوية أو عرفية ، ألا ترى إذا قيل: فلان يصلي، سبق إلى فهم السامعين من أهل الشرع أنه يفعل الأفعال المخصوصة، ويذكر الأذكار المخصوصة، فيعلم أن لفظ الصلاة الآن حقيقة في ذلك دون غيره([18])؛ وهذا حكم سائر الحقائق وبذلك يقع الفرق بين الحقيقة والمجاز، لأن المجاز لا يسبق معناه إلى الفهم، ولا يعلم إلا بقرينة، فثبت أن هذا اللفظ حقيقة فيهم -عليهم السلام- مجاز في غيرهم من نسائه وسائر أقاربه، وخطاب الحكيم يجب حمله على الحقيقة دون المجاز قولا واحدا.
وثانيهما: إجماع([19]) أهل النقل على اختلاف مذاهبهم وأهوائهم
من العلماء أنهم المرادون بهذه الآية دون غيرهم، ممن ذكرنا، حتى رووا أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أقام مدة يقف على باب علي -عليه السلام- فيقول: ((السلام عليكم أهل البيت{إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا(33)} [الأحزاب] )) فهذا تصريح كما ترى بأنهم المرادون بذلك دون غيرهم فصح ما قلناه.
[بيان إدخال سائر ذرية الحسنين في آية التطهير]
فإن قيل: ما أنكرتم أن يكون المراد بذلك علي وولداه -عليهم السلام- دون أولاد ولديه -عليه السلام- إلى تقضي الأعصار؟.
قلنا: أنكرنا ذلك لوجهين:
أحدهما: ما قدمنا من الدلالة أن هذا اللفظ حقيقة فيهم في جميع الأعصار لسبقه إلى الأفهام عند الإطلاق، فكلام الحكيم يجب حمله على الحقائق؛ لأن القول بغير ذلك يؤدي إلى اطراحه وذلك لا يجوز.
Halaman 121