Sharh Risala Nasiha
شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة
Genre-genre
قالوا: وآخر هؤلاء الإثني عشر الحسن بن علي العسكري، وكانت وفاته -عليه السلام- سنة ستين وما ئتين، وعندهم أنه باق إلى الآن، وأنه سوف يظهر ويملأ الأرض عدلا، وينشر أمره في جميع الأقطار، وأنه لم يكن بعده من أولاد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى يومنا هذا من يصلح للإمامة، وأن الإمام يجوز؛ بل يجب ظهور المعجز على يديه، وأن العلم يكون فيه طبعا، وأنه يجب كونه أعلم الناس بجميع المعلومات، من الغيوب والمكتسبات، وأن المعجز يظهر على يديه، وأن إمامته ثابتة وإن أغلق الباب وأرخى الستر واحتجب عن الأمة حجابا طويلا، وأن حاجة الأمة إليه في مصالح الدنيا والآخرة شديدة بحيث لايسد غيره مسده، وأن الدين لا يستقيم إلا به، ويجوزوا مرور الأعصار المتوالية، وانقطاع تكليف كثير من الناس ولا يرونه -عليه السلام-، وهذه مناقضة ظاهرة كما ترى؛ لأن الله -تعالى- من عدله لا يعلق مصلحتنا في الدين بأمر لا نجد إليه سبيلا.
وقد أغفلنا ذكر خلاف الباطنية؛ لأنهم يظهرون أنهم يعتقدون قصر الإمامة على قوم ينسبون إلى الحسين -عليه السلام- ولم يثبت إليه نسبهم؛ لأنهم لو كانوا من ذريته -عليه السلام-، كما ادعي لهم، لما كانت هجرتهم دار الفساد، وأشياعهم وأتباعهم على الصفة التي علمها جميع العباد؛ لأن النبيء -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول في أهل بيته حاكيا عن ربه: ((وخلقت شيعتكم منكم)) ، فالشيعي، كما ترى، من إمامه بنص الصادق المصدوق.
Halaman 255