Sharh Nil dan Shifa Calil
شرح النيل للقطب اطفيش - موافق للمطبوع
Genre-genre
(و) مع ما أنا فيه (من أن العلم) والعطف على من اشتغال، ولا حاجة إلى جعله عطفا على علة محذوفة، هكذا منعت من الحوز لذلك ولأن العلم (قد أدبرت) مضت (أيامه) وعقبتها أيام الجهل، أراد بالعلم المعلومات الإسلامية كلها فقها وغيره، والإدبار: التولي والانقضاء، (وانطمست) اندرست (أعلامه) جمع علم بفتح العين واللام، أي علامة، والمراد العلماء فإنهم علامات العلم وأدلاء عليه، شبه فقدهم بانطماس طرق الأرض فلا يهتدي الماشي فيها إلى مقصده، (وسدت) أي حبست (مصادره) جمع مصدر، وهو الموضع الذي يصدر منه الشيء أي يحدث ويخرج منه، شبه موت العلماء وفقدها بسد نحو الحوض وخيل له المصادر والموارد، (ومنعت موارده) جمع مورد، وهو الموضع الذي يورد: أي يصله الشيء، أو أراد المصادر المواضع التي يصدر عنها بعد ورودها، وهو أوفق، أو المصادر، والمراد عبارة عن العلماء شبههم بمواضع الصدر والورد ورشح بالسد، والمراد أنه لا عالم فضلا عن أن يورد إليه ويصدر منه إلا من استثناه بقوله، (لولا أن لي خبيرا): أي دليلا، شبه الجهل بمفازة اندرست أرجامها التي يهتدى بها فيها وشيخه بالدليل، وجواب لولا دل عليه مضمون ما قبلها كأنه قد ذهب العلم لولا أن لي خبيرا (ماهرا) كامل الدلالة، (جاب) قطع (البلاد): أي مهامه الجهل، فهو استعارة أو تابع للاستعارة السابقة على خلاف سهلها ووعرها وبأواني سحابا هامرا جاد على السوح فأخصبها عمرانها وقفرها ونجما ثاقبا به يقتدى وإليه من تحير الضلال وشبه الزيغ.
-----------------------------------
بسطته في شرح عصام الدين، وفي بيان البيان المشتمل على الفنون الثلاثة
(سهلها ووعرها) بدل من البلاد، أو توكيد عند بعض، وبينهما طباق كما بين العجم والعرب وغيرهما من كل متضادين جمعا في كلام، والوعر خلاف السهل كالجبل بإسكان العين وكسرها، والإسكان أنسب لقوله سهلها بل أوكد لقوله بعد وقفرها (و) لولا أن (بأواني): أي في زماني بفتح الهمزة وتكسر أيضا، (سحابا) شبه شيخه بالسحاب.
ورشح بقوله (هامرا): أي سائلا، أي ساكبا بكثرة شبه نشره العلم للناس بسيلان الماء من السحاب، وبينه وبين ماهر جناس القلب البعضي، وقد ظهر لك بتقديري لولا أن في قوله وبأواني أن عطف قوله بأواني سحابا على قوله إن لي خبيرا عطف معمولين على معمولي عامل واحد، وهكذا يعلم الإعراب بتقديري، (جاد) بالإعطاء بلا سؤال، (على السوح) جمع ساحة، وهي الجهة، وهو بضم السين، وهو إما تبع للاستعارة أو خروج إلى إرادة هذه البلاد، ويدل على التبع قوله: (فأخصبها) جعلها كثيرة العشب ورافهة العيش، (عمرانها وقفرها) فيه ما في سهلها ووعرها وهو تابع الاستعارة، أو أشار بعمران إلى من فيه بقية علم قليل، وبالقفر إلى من خلا من العلم، (ونجما ثاقبا) مضيئا، يثقب الظلمة، (به يقتدى) قدم به للاهتمام وللسجع وللحصر لأنه لا مقتدى به سوى شيخه في ذلك الزمان في هذه البلاد، وكذا قوله (وإليه) فإنه متعلق بيهتدى.
وأما قوله (من تحير) فقدم للسجع، وهو بفتح التاء والحاء وضم الياء مصدر تحير مضاف لقوله (الضلال) إضافة ملابسة، إضافة
Halaman 20