Sharh Nil dan Shifa Calil
شرح النيل للقطب اطفيش - موافق للمطبوع
Genre-genre
وقد أقرأت السنوسية في المسجد الحرام لأذكر نفائس دقائق التوحيد بالمنطق، ولنقصر على قومنا نفوسهم وهو محفل عظيم معمور بأصحابنا العمانيين العلماء والطلبة وببعض الشافعية؛ (لا أعد) بالبناء للمفعول، وكذا قوله: لا أنظم أي لا أحسب، (من فرسان) جمع فارس أو فرس، (الفن): أي النوع من العلوم، والمراد الفقه، وأل للعهد الذكري، إذ تقدم ذكره بلفظ الفقه، شبه العلماء بالفرسان بجامع السبق إلى مرغوب فيه، واستعار لهم اسمها استعارة تصريحية تحقيقية أصلية مطلقة، لأن الفن يلائم المشبه، والميدان يلائم المشبه به، (و) أهل (ميدانه): أي موضع استباق الأفراس، والضمير للفن، ولك أن تثبت للفن شيئا شبيها بالميدان، وتستعير اسمه له تصريحية تخييلية أصلية، (ولم أظفر) بضم الفاء أو فتحها وجهان، أي لم أفز (بنيل) إصابة (الفوائد) الفائدة لغة: ما استفدت من علم أو مال، واصطلاحا ما يترتب على الفعل، سواء كان ما لأجله الإقدام على الفعل أم لا، فشمل ما إذا حفر لأجل الماء فوجد كنزا قبل وجود الماء أو معه، وإذا كان الإقدام من أجل ذلك، فكما يسمى فائدة لترتبه يسمى غرضا لكونه مطلوبا وباعثا لكون الفعل من أجله، وعلة غائية لكونه يأتي آخرا، ولعله مشتق من اسم العين لأن المنفعة تصيب الفؤاد، كقولك: ركبه أصاب ركبته، (وحفظ العوائد حتى أتأهل لحوز قصب السبق في مضماره مع ما أنا فيه من اشتغال بال قد استولى علي سلطانه
----------------------------------
العوائد) جمع عائدة وهي المعروف المتكرر، وحفظها كنزها، شبه المسائل بالمال الذي يصان على حد ما
مر من الاستعارة الأصلية التصريحية التحقيقية والحفظ بمعنى عدم النسيان تجريد، وبمعنى الصون ترشيح (حتى أتأهل): أي أكون أهلا، و" حتى " ابتدائية فالمضارع بعدها مرفوع للحال.
وفي نسخ للمصنف اتهل بتشديد التاء قلبا لهمزة أهل ياء، وإدغام الياء بعد إبدالها تاء في التاء، وذلك شاذ كاتكل في أكل، وأصل ماضيه ايتهل بقلب همزة أهل ياء لسكونها بعد كسرة، ولم أحفظ اتهل واردا، أي لم أرتق تلك المراقي إلى أن أصل (لحوز): أي قبض، (قصب السبق في مضماره) القصب بفتح القاف والصاد النبات ذو الأنابيب، والمضمار الموضع تضمر فيه الخيل أي تعلف فيه القوت بعد السمن، ويطلق على غاية الفرس في السباق، وعلى موضع المسابقة، ويتبادر هذا والذي قبله كانوا يغرزون قصبة في آخر الميدان فيعلم الجواد من الأفراس بالسبق إليها وأخذها بواسطة مولاها، والهاء للعلم المعبر عنه بالفن أو للسبق أثبت للفن مضمارا تخييلا، ورشحه بقصب السبق وإضافة القصب لأدنى ملابسة، أو استعار لمعظم الفن لفظ القصب ورشحه بما بعده، أو ذلك استعارة تمثيلية شبه حال العلماء في غلبتهم لمن ساواهم في العلم بحال السابقين على الخيل في الميدان إلى القصبة بجامع حوز ما به الشرف، وقد تقرر أنه لا يصار إلى الاستعارة في الأفراد ما وجدت الاستعارة التمثيلية بلا تكلف، (مع ما أنا فيه من اشتغال بال): أي قلب (قد استولى) تغلب (علي سلطانه): أي قوته، أو أثبت الملك بكسر اللام
Halaman 18