Syarh Nahjul Balaghah
شرح نهج البلاغة
Penyiasat
محمد عبد الكريم النمري
Penerbit
دار الكتب العلمية
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
1418 AH
Lokasi Penerbit
بيروت
واتفق أهل الكتب على أن رؤساء الملائكة وأعيانهم الأربعة : جبرائيل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، وعزرائيل ، وهو ملك الموت . وقالوا : إن إسرافيل صاحب الصور وإليه النفخة ، وإن ميكائيل صاحب النبات والمطر ، وإن عزرائيل على أرواح الحيوانات ، وإن جبرائيل على جنود السموات والأرض كلها ، وإليه تدبير الرياح ، وهو ينزل إليهم كلهم بما يؤمرون به . وروى أنس بن مالك أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ما هؤلاء الذين استثنى بهم في قوله تعالى : ' فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ' ؟ فقال : ' جبرائيل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، وعزرائيل ؛ فيقول الله عز وجل لعزرائيل : يا ملك الموت ، من بقي ؟ وهو سبحانه أعلم - فيقول : سبحانك ربي ذا الجلال والإكرام ! بقي جبرائيل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، وملك الموت ؛ فيقول : يا ملك الموت ، خذ نفس إسرافيل ، فيقع في صورته التي خلق عليها كأعظم ما يكون من الأطواد ، ثم يقول : - وهو أعلم - من بقي يا ملك الموت ؟ فيقول : سبحانك ربي يا ذا الجلال والإكرام ! جبرائيل ، وميكائيل ، وملك الموت ؛ فيقول : خذ نفس ميكائيل ، فيقع في صورته التي خلق عليها ، وهي أعظم ما يكون من خلق إسرافيل بأضعاف مضاعفة . ثم يقول سبحانه : يا ملك الموت ، من بقي ؟ فيقول : سبحانك ربي ذا الجلال والإكرام ! جبرائيل ، وملك الموت ؛ فيقول تعالى : يا ملك الموت ، مت فيموت ويبقى جبرائيل - وهو من الله تعالى بالمكان الذي ذكر لكم - فيقول الله : يا جبرائيل ، إنه لا بد من أن يموت أحدنا ، فيقع جبرائيل ساجدا يخفق بجناحيه ، يقول : سبحانك ربي وبحمدك ! أنت الدائم القائم الذي لا يموت ؛ وجبرائيل الهالك الميت الفاني ، فيقبض الله روحه ، فيقع على ميكائيل وإسرافيل ، وإن فضل خلقه على خلقهما كفضل الطود العظيم على الظرب من الظراب ' .
وفي الأحاديث الصحيحة أن جبرائيل كان يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم على صورة دحية الكلبي ، وأنه كان يوم بدر على فرس اسمه حيزوم ، وإنه سمع ذلك اليوم صوته : أقدم حيزوم .
والكروبيون عند أهل الملة سادة الملائكة ، كجبرائيل وميكائيل . وعند الفلاسفة أن سادة الملائكة هم الروحانيون - يعنون العقول الفعالة وهي المفارقة للعالم الجسماني المسلوبة التعلق به ، لا بالحول و لابالتدبير . وأما الكروبيون فدون الروحانيون في المرتبة وهي أنفس الأفلاك المدبرة لها ، الجارية منها مجرى نفوسنا مع أجسامنا .
ثم هي على قسمين : قسم أشرف وأعلى من القسم الآخر ، فالقسم الأشرف ما كان نفسا ناطقة غير حالة في جرم الفلك ، كأنفسنا بالنسبة إلى أبداننا . والقسم الثاني ما كان حالا في جرم الفلك ، ويجري ذلك مجرى القوى التي في أبداننا ، كالحس المشترك والقوة الباصرة .
منها في صفة خلق آدم عليه السلام : الأصل : ثم جمع سبحانه من حزن الأرض وسهلها ، وعذبها وسبخها ، تربة سنها بالماء حتى خلصت ، ولاطها بالبلة حتى لزبت ، فجبل منها ذات أحناء ، ووصول وأعضاء ، وفصول أجمدها حتى استمسكت ، وأصلدها حتى صلصلت ، لوقت معدود ، وأجل معلوم .
ثم نفخ فيها من روحه فتمثلت إنسانا ذا أذهان يجيلها ، وفكر يتصرف بها ، وجوارح يختدمها ، وأدوات يقلبها ، ومعرفة يفرق بها بين الحق والباطل ، والأذواق والمشام ، والألوان والأجناس ، معجونا بطينة الألوان المختلفة ، والأشباه المؤتلفة ، والأضداد المتعادية ، والأخلاط المتباينة ، من الحر والبرد ، والبلة والجمود ، والمساءة والسرور .
Halaman 64