Syarh Nahjul Balaghah

Ibn Abi al-Hadid d. 656 AH
41

Syarh Nahjul Balaghah

شرح نهج البلاغة

Penyiasat

محمد عبد الكريم النمري

Penerbit

دار الكتب العلمية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

1418 AH

Lokasi Penerbit

بيروت

ثم قال : وسلطها على شده ، الشد : العدو . ولا يجوز حمل الشد ههنا على العدو ؛ لأنه لا معنى له ، والصحيح ما ذكرناه .

وقال في تفسير قوله عليه السلام : جعل سفلاهن موجا مكفوفا ، أراد تشبيهها بالموج لصفائها واعتلائها . فيقال له : إن الموج ليس بعال ليشبه به الجسم العالي ، وأما صفاؤه فإن كل السموات صافية ، فلماذا خص سفلاهن بذلك ! ثم قال : ويمكن أن تكون السماء السفلى قد كانت أول ما وجدت موجا ثم عقدها . يقال له : والسموات الأخر كذلك كانت ، فلماذا خص السفلى بذلك ! ثم قال : الريح الأولى غير الريح الثانية ، لأن أحداهما معرفة والأخرى نكرة ، وهذا مثل قوله : صم اليوم ، صم يوما ، فإنه يقتضي يومين .

يقال له : ليست المغايرة بينهما مستفادة من مجرد التعريف والتنكير ، لأنه لو قال عليه السلام : وحمله على متن ريح عاصفة وزعزع قاصفة ، لكانت الريحان : الأولى والثانية منكرتين معا ، وهما متغايرتان ، وإنما علمنا تغايرهما ، لأن إحداهما تحت الماء والأخرى فوقه ، والجسم الواحد لا يكون في جهتين .

الأصل : ثم فتق ما بين السموات العلا ، فملأهن أطوارا من ملائكته ؛ فمنهم سجود لا يركعون ، وركوع لا ينتصبون ، وصافون لا يتزايلون ، ومسبحون لا يسأمون ، لا يغشاهم نوم العيون ، ولا سهو العقول ، ولا فترة الأبدان ، ولا غفلة النسيان .

ومنهم أمناء على وحيه ، وألسنة إلى رسله ، ومختلفون بقضائه وأمره . ومنهم الحفظة لعباده ، والسدنة لأبواب جنانه . ومنهم الثابتة في الأرضين السفلى أقدامهم ، والمارقة من السماء العليا أعناقهم ، والخارجة من الأقطار أركانهم ، والمناسبة لقوائم العرش أكتافهم ، ناكسة دونه أبصارهم ، متلفعون تحته بأجنحتهم ، مضروبة بينهم وبين من دونهم حجب العزة وأستار القدرة ؛ لا يتوهمون ربهم بالتصوير ، ولا يجرون عليه صفات المصنوعين ، ولا يحدونه بالأماكن ، ولا يشيرون إليه بالنظائر .

رأي المعتزلة بالملائكة

الشرح : الملك عند المعتزلة حيوان نوري ، فمنه شفاف عادم اللون كالهواء ، ومنه ملون بلون الشمس . والملائكة عندهم قادرون عالمون أحياء بعلوم وقدر وحياة ؛ كالواحد منا ، ومكلفون كالواحد منا ، إلا أنهم معصومون . ولهم في كيفية تكليفهم كلام ؛ لأن التكليف مبني على الشهوة ، وفي كيفية خلق الشهوة فيهم نظر ، وليس هذا الكتاب موضوعا للبحث في ذلك .

Halaman 61