Syarh Nahjul Balaghah
شرح نهج البلاغة
Editor
محمد عبد الكريم النمري
Penerbit
دار الكتب العلمية
Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
1418 AH
Lokasi Penerbit
بيروت
وزاد إبراهيم بن ديزيل : لقد رأيتني يوم أبي جندل - يعني الحديبية - ولو أستطيع أن أرد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لرددته ، ثم لم نر في ذلك الصلح إلا خيرا . قال نصر : وقد روى أبو إسحاق الشيباني ، قال : قرأت كتاب الصلح عند سعيد بن أبي بردة في صحيفة صفراء ، عليها خاتمان : خاتم من أسفلها وخاتم من أعلاها ، على خاتم علي عليه السلام : محمد رسول الله ، وعلى خاتم معاوية : محمد رسول الله . وقيل لعلي عليه السلام ، حين أراد أن يكتب الكتاب بينه وبين معاوية وأهل الشام : أتقر أنهم مؤمنون مسلمون ! فقال علي عليه السلام : ما أقر لمعاوية ولا لأصحابه أنهم مؤمنون ولا مسلمون ، ولكن يكتب معاوية ما شاء بما شاء ، ويقر بما شاء لنفسه ولأصحابه ، ويسمي نفسه بما شاء وأصحابه ، فكتبوا : هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان قاضى علي بن أبي طالب على أهل العراق ومن كان معه من شيعته من المؤمنين والمسلمين ، وقاضى معاوية بن أبي سفيان على أهل الشام ومن كان معه من شيعته من المؤمنين والمسلمين ، إننا ننزل عند حكم الله تعالى وكتابه ، ولا يجمع بيننا إلا إياه ، وإن كتاب الله سبحانه وتعالى بيننا من فاتحته إلى خاتمته ، نحيي ما أحيا القرآن ، ونميت ما أمات القرآن ، فإن وجد الحكمان ذلك في كتاب الله اتبعاه ، وإن لم يجداه أخذا بالسنة العادلة غير المفرقة . والحكمان : عبد الله بن قيس وعمرو بن العاص ، وقد أخذ الحكمان من علي ومعاوية ومن الجندين أنهما آمنان على أنفسهما وأموالهما وأهلهما ، والأمة لهما أنصار ، وعلى الذي يقضيان عليه وعلى المؤمنين والمسلمين من الطائفتين عهد الله أن يعملوا بما يقضيان عليه ؛ مما وافق الكتاب والسنة ، وإن الأمن والموادعة ووضع السلاح متفق عليه بين الطائفتين ؛ إلى أن يقع الحكم ، وعلى كل واحد من الحكمين عهد الله ، ليحكمن بين الأمة بالحق ، لا بالهوى . وأجل الموادعة سنة كاملة ، فإن أحب الحكمان أن يعجلا الحكم عجلاه ، وإن توفي أحدهما فلأمير شيعته أن يختار مكانه رجلا ، لا يألو الحق والعدل ، وإن توفي أحد الأميرين كان نصب غيره إلى أصحابه ممن يرضون أمره ، ويحمدون طريقته . اللهم إنا نستنصرك على من ترك ما في هذه الصحيفة ، وأراد فيها إلحادا وظلما .
Halaman 138