Syarh Nahjul Balaghah
شرح نهج البلاغة
Editor
محمد عبد الكريم النمري
Penerbit
دار الكتب العلمية
Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
1418 AH
Lokasi Penerbit
بيروت
فلسنا ولستم من المشركين . . . ولا المجمعين على الرده
ولكن أناس لقوا مثلهم . . . لنا عدة ولكم عده
فقاتل كل على وجهه . . . يقحمه الجد والحده
فإن تقبلوها ففيها البقاء . . . وآمن الفريقين والبلده
وإن تدفعوها ففيها الفناء . . . وكل بلاء إلى مده
فحتى متى مخض هذا السقاء . . . ولا بد أن تخرج الزبده
ثلاثة رهط هم أهلها . . . وإن يسكنوا تخمد الوقده
سعيد بن قيس وكبش العراق . . . وذاك المسود من كنده قال : فأما المسود من كندة ، وهو الأشعث ، فإنه لم يرض بالسكوت ، بل كان من أعظم الناس قولا في إطفاء الحرب والركون إلى الموادعة . وأما كبش العراق ، وهو الأشتر ، فلم يكن يرى إلا الحرب ، ولكنه ساكت على مضض . أما سعيد بن قيس ، فكان تارة هكذا وتارة هكذا .
وذكر ابن ديزيل الهمداني في كتاب صفين قال : خرج عبد الرحمن بن خالد ومعه لواء معاوية ، فارتجز فخرج إليه جارية بن قدامة السعدي ، فارتجز أيضا مجيبا له ثم اطعنا فلم يصنعا شيئا ، وانصرف كل واحد منهما عن صاحبه ، فقال عمرو بن العاص لعبد الرحمن : اقحم يابن سيف الله ، فتقدم عبد الرحمن بلوائه ، وتقدم أصحابه ، فأقبل علي عليه السلام على الأشتر ، فقال له : قد بلغ لواء معاوية حيث ترى ، فدونك القوم . فأخذ الأشتر لواء علي عليه السلام ، وقال :
إني أنا الأشتر معروف الشتر . . . إني أنا الأفعى العراقي الذكر
لست ربيعيا ولست مضر . . . لكنني من مذحج الشم الغرر
فضارب القوم حتى ردهم ، فانتدب له همام بن قبيصة الطائي - وكان مع معاوية - فشد عليه في مذحج ، فانتصر عدي بن حاتم الطائي للأشتر ، فحمل عليه في طيئ ، فاشتد القتال جدا ، فدعا علي ببغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فركبها ، ثم تعصب بعمامة رسول الله ، ونادى : أيها الناس ، من يشري نفسه لله ! إن هذا يوم له ما بعده ، فانتدب معه ما بين عشرة آلاف إلى اثني عشرة ألفا ، فتقدمهم علي عليه السلام ، وقال :
دبوا دبيب النمل لا تفوتوا . . . واصبحوا أمركم أو بيتوا
حتى تنالوا الثأر أو تموتوا
Halaman 131