291

Syarh Nahjul Balaghah

شرح نهج البلاغة

Editor

محمد عبد الكريم النمري

Penerbit

دار الكتب العلمية

Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

1418 AH

Lokasi Penerbit

بيروت

وأشرط نفسه ، أي هيأها وأعدها للفساد في الأرض .

وأوبق دينه : أهلكه . والحطام : المال ، وأصله ما تكسر من اليبيس . ينتهزه : يختلسه . والمقنب : خيل ما بين الثلاثين والأربعين .

ويفرعه : يعلوه . وطامن من شخصه ، أي خفض . وقارب من خطوه : لم يسرع ومشى رويدا .

وشمر ثوبه : قصره . وزخرف من نفسه : حسن ونمق وزين ، والزخرف : الذهب في الأصل .

وضئولة نفسه : حقارتها ، والناد : المنفرد . والمكعوم ، من كعمت البعير ، إذا شددت فمه . والأجاج : الملح .

وأفواههم ضامزة ، بالزاي : أي ساكنة ، قال بشر بن أبي حازم :

لقد ضمزت بجرتها سليم . . . مخافتنا كما ضمز الحمار

والقرظ : ورق السلم ، يدبغ به ، وحثالته : ما يسقط منه .

والجلم : المقص تجز به أوبار الإبل . وقراضته : ما يقع من قرضه وقطعه .

فإن قيل : بينوا لنا تفصيل هذه الأقسام الأربعة .

قيل : القسم الأول من يقعد به عن طلب الإمرة قلة ماله وحقارته في نفسه .

والقسم الثاني : من يشمر ويطلب الإمارة ويفسد في الأرض ويكاشف .

والقسم الثالث : من يظهر ناموس الدين ويطلب به الدنيا .

والقسم الرابع : من لا مال له أصلا ، ولا يكاشف ، ويطلب الملك ولا يطلب الدنيا بالرياء والناموس ، بل تنقطع أسبابه كلها فيخلد إلى القناعة ، ويتحلى بحلية الزهادة في اللذات الدنيوية ، لا طلبا للدنيا بل عجزا عن الحركة فيها ، وليس بزاهد على الحقيقة .

فإن قيل : فههنا قسم خامس ، قد ذكره عليه السلام ؛ وهم الأبرار الأتقياء ، الذين أراق دموعهم خوف الآخرة .

قيل : إنه عليه السلام إنما قال : إن الناس على أربعة أصناف ، وعنى بهم من عدا المتقين ، ولهذا قال لما انقضى التقسيم : وبقي رجال غض أبصارهم ذكر المرجع ، فأبان بذلك عن أن هؤلاء خارجون عن الأقسام الأربعة .

في ذم الرياء والشهرة

واعلم أن هذه الخطبة تتضمن الذم لكثير ممن يدعي الآخرة من أهل زماننا ، وهم أهل الرياء والنفاق ، ولابسوا الصوف والثياب المرقوعة لغير وجه الله .

وقد ورد في ذم الرياء شيء كثير ، وقد ذكرنا بعض ذلك فيما تقدم .

Halaman 105