Syarh Nahjul Balaghah
شرح نهج البلاغة
Editor
محمد عبد الكريم النمري
Penerbit
دار الكتب العلمية
Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
1418 AH
Lokasi Penerbit
بيروت
وأما أم حبيبة - وكانت مشتملة على إداوة - فضربوا وجه بغلتها ، فقالت : إن وصايا أيتام بني أمية عند هذا الرجل ، فأحببت أن أسأله عنها لئلا تهلك أموال اليتامى ، فشتموها ، وقالوا : أنت كاذبة ، وقطعوا حبل البغلة بالسيف ، فنفرت وكادت تسقط عنها ، فتلقاها الناس فحملوها إلى منزلها . وروى أبو جعفر قال : أشرف عثمان عليهم يوما ، فقال : أنشدكم الله ، هل تعلمون أني اشتريت بئر رومة بمالي ، أستعذب بها وجعلت رشائي فيها كرجل من المسلمين ! قالوا : نعم ، قال : فلم تمنعونني أن أشرب منها حتى أفطر على ماء البحر ! ثم قال : أنشدكم الله ، هل تعلمون أني اشتريت أرض كذا ، فزدتها في المسجد ؟ قالوا : نعم ، قال : فهل علمتم أن أحدا منع أن يصلي فيه قبلي ! .
وروى أبو جعفر عن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي ، قال : دخلت على عثمان ، فأخذ بيدي فأسمعني كلام من على بابه من الناس ، فمنهم من يقول : ما تنتظرون به ؟ ومنهم من يقول : لا تعجلوا ، فعساه ينزع ويراجع ؛ فبينا نحن إذ أمر طلحة ، فقام إليه ابن عديس البلوي ، فناجاه ، ثم رجع ابن عديس ، فقال لأصحابه : لا تتركوا أحدا يدخل إلى عثمان ، ولا يخرج من عنده ، قال لي عثمان : هذا ما أمر به طلحة ، اللهم اكفني طلحة ، فإنه حمل هؤلاء القوم وألبهم علي ، والله إني لأرجو أن يكون منها صفرا ، وأن يسفك دمه ! قال : فأردت أن أخرج ، فمنعوني حتى أمرهم محمد بن أبي بكر ، فتركوني أخرج .
قال أبو جعفر : فلما طال الأمر وعلم المصريون أنهم قد أجرموا عليه جرما كجرم القتل ، وأنه لا فرق بين قتله وبين ما أتوا إليه ، وخافوا على نفوسهم من تركه حيا ، راموا الدخول عليه من باب داره ، فأغلقوا الباب ، ومانعهم الحسن بن علي ، وعبد الله بن الزبير ، ومحمد بن طلحة ، ومروان ، وسعيد بن العاص ، وجماعة من أبناء الأنصار ، فزجرهم عثمان ، وقال : أنتم في حل من نصرتي ، فأبوا ولم يرجعوا .
وقام رجل من أسلم يقال له نيار بن عياض - وكان من الصحابة - فنادى عثمان ، وأمره أن يخلع نفسه ، فبينا هو يناشده ويسومه خلع نفسه ، رماه كثير بن الصلت الكندي - وكان من أصحاب عثمان من أهل الدار - بسهم فقتله ، فصاح المصريون وغيرهم عند ذلك : ادفعوا إلينا قاتل ابن عياض لنقتله به ، فقال عثمان : لم أكن لأدفع إليكم رجلا نصرني وأنتم تريدون قتلي ! فثاروا إلى الباب ، فأغلق دونهم ، فجاؤوا بنار فأحرقوه وأحرقوا السقيفة التي عليه ، فقال لمن عنده من أنصاره : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهدا فأنا صابر عليه ، فأحرج على رجل يقاتل دوني ! ثم قال للحسن : إن أباك الآن لفي أمر عظيم من أجلك ، فاخرج إليه ، أقسمت عليك لما خرجت إليه ! فلم يفعل ، ووقف محاميا عنه .
Halaman 93