Syarh Nahjul Balaghah
شرح نهج البلاغة
Editor
محمد عبد الكريم النمري
Penerbit
دار الكتب العلمية
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
1418 AH
Lokasi Penerbit
بيروت
ثم قال على طريق صرف الخطاب : فإن لم تكوني إلا أنت ، خرج من الغيبة إلى خطاب الحاضر ؛ كقوله تعالى : ' الحمد لله رب العالمين . الرحمن الرحيم . مالك يوم الدين . إياك نعبد وإياك نستعين ' ، يقول : إن لم يكن لي من الدنيا ملك إلا ملك الكوفة ذات الفتن ، والاراء المختلفة ، فأبعدها الله ! وشبه ما كان يحدث من أهلها من الاختلاف والشقاق بالأعاصير ؛ لإثارتها التراب وإفسادها الأرض . ثم ذكر علة إدالة أهل الشام من أهل العراق ؛ وهي اجتماع كلمتهم وطاعتهم لصاحبهم ، وأداؤهم الأمانة وإصلاحهم بلادهم .
عصيان أهل العراق على الأمراء
وقال أبو عثمان الجاحظ : العلة في عصيان أهل العراق على الإمراء وطاعة أهل الشام أن أهل العراق أهل نظر وذوو فطن ثاقبة ، ومع الفطنة والنظر يكون التنقيب والبحث ، ومع التنقيب والبحث يكون الطعن والقدح والترجيح بين الرجال ، والتمييز بين الرؤساء ، وإظهار عيوب الأمراء . وأهل الشام ذوو بلادة وتقليد وجمود على رأي واحد ، لا يرون النظر ، ولا يسألون عن مغيب الأحوال ، وما زال العراق موصوفا أهله بقلة الطاعة ، وبالشقاق على أولي الرئاسة .
ومن كلام الحجاج : يا أهل العراق ، يا أهل الشقاق والنفاق ، ومساوئ الخلاق ! أما والله لألحونكم لحو العصا ، ولأعصبنكم عصب السلم ، ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل ؛ إني أسمع لكم تكبيرا ليس بالتكبير الذي يراد به الترغيب ؛ ولكنه تكبير الترهيب .
ألا إنها عجاجة تحتها قصف ، يا بني اللكيعة ، وعبيد العصا ، وأبناء الإماء ! إنما مثلي ومثلكم كما قال ابن براقة :
وكنت إذا قوم غزوني غزوتهم . . . فهل أنا في ذا يال همدان ظالم !
متى تجمع القلب الذكي وصارما . . . وأنفا حميا تجتنبك المظالم
والله لا تقرع عصا عصا إلا جعلتها كأمس الذاهب .
وكانت هذه الخطبة عقيب سماعه تكبيرا منكرا في شوارع الكوفة ، فأشفق من الفتنة .
ومما خطب به في ذم أهل العراق
Halaman 205