Syarh Nahjul Balaghah

Ibn Abi al-Hadid d. 656 AH
127

Syarh Nahjul Balaghah

شرح نهج البلاغة

Penyiasat

محمد عبد الكريم النمري

Penerbit

دار الكتب العلمية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

1418 AH

Lokasi Penerbit

بيروت

وقوله عليه السلام : ومع هذين الأمرين الفشل ، معنى حسن ، لأن الغالب من الجبناء كثرة الضوضاء والجلبة يوم الحرب ، كما أن الغالب من الشجعان الصمت والسكون . وسمع أبو طاهر الجنابي ضوضاء عسكر المقتدر بالله ودبادبهم وبوقاتهم ، وهو في ألف وخمسمائة ، وعسكر المقتدر في عشرين ألفا ، مقدمهم يوسف بن أبي الساج ، فقال لبعض أصحابه : ما هذا الزجل ؟ قال : فشل ، قال : أجل .

ويقال : إنه ما رئي جيش كجيش أبي طاهر ، ما كان يسمع لهم صوت ، حتى إن الخيل لم تكن لها حمحمة ، فرشق عسكر ابن أبي الساج القرامطة بالسهام المسمومة ، فجرح منهم أكثر من خمسمائة إنسان .

وكان أبو طاهر في عمارية له ، فنزل وركب فرسا ، وحمل بنفسه ومعه أصحابه حملة على عسكر ابن أبي الساج ، فكسروه وفلوه وخلصوا إلى يوسف فأسروه ، وتقطع عسكره بعد أن أتى بالقتل على كثير منهم ، وكان ذلك في سنة خمس عشرة وثلاثمائة ، ومن أمثالهم : الصدق ينبئ عنك لا الوعيد .

ومن خطبة له يوعد قوما

الأصل : ألا وإن الشيطان قد جمع حزبه ، واستجلب خيله ورجله ، وإن معي لبصيرتي ؛ ما لبست على نفسي ، ولا لبس علي . وايم الله لأفرطن لهم حوضا أنا ماتحه ، لا يصدرون عنه ، ولا يعودون إليه .

الشرح : يمكن أن يعني بالشيطان الشيطان الحقيقي ، ويمكن أن يعني معاوية ، فإن عنى معاوية ، فقوله : قد جمع حزبه واستجلب خيله ورجله ، كلام جار على حقائقه ، وإن عنى به الشيطان ، كان ذلك من باب الاستعارة ؛ ومأخوذا من قوله تعالى : ' واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك ' ، والرجل : جمع راجل ، كالشرب : جمع شارب ، والركب : جمع راكب .

قوله : وإن معي لبصيرتي ، يريد أن البصيرة التي كانت معي في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تتغير .

وقوله : ما لبست تقسيم جيد ، لأن كل ضال عن الهداية ، فإما أن يضل من تلقاء نفسه ، أو بإضلال غيره له .

Halaman 147