Syarh Nahjul Balaghah

Ibn Abi al-Hadid d. 656 AH
124

Syarh Nahjul Balaghah

شرح نهج البلاغة

Penyiasat

محمد عبد الكريم النمري

Penerbit

دار الكتب العلمية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

1418 AH

Lokasi Penerbit

بيروت

فبلغ عليا عليه السلام قولهما ، فقال : أبعدهما الله وأغرب دارهما ! أما والله لقد علمت أنهما سيقتلان أنفسهما أخبث مقتل ، ويأتيان من وردا عليه بأشأم يوم ، والله ما العمرة يريدان ، ولقد أتياني بوجهي فاجرين ، ورجعا بوجهي غادرين ناكثين ، والله لا يلقيانني بعد اليوم إلا في كتيبة خشناء ، يقتلان فيهما أنفسهما ، فبعدا لهما وسحقا ! وذكر أبو مخنف في كتاب الجمل ، أن عليا عليه السلام خطب لما سار الزبير وطلحة من مكة ومعهما عائشة يريدون البصرة ، فقال : أيها الناس ، إن عائشة سارت إلى البصرة ، ومعها طلحة والزبير ، وكل منهما يرى الأمر له دون صاحبه ، أما طلحة فابن عمها ، وأما الزبير فختنها ، والله لو ظفروا بما أرادوا - ولن ينالوا ذلك أبدا - ليضربن أحدهما عنق صاحبه بعد تنازع منهما شديد . والله إن راكبة الجمل الأحمر ما تقطع عقبة ولا تحل عقدة إلا في معصية الله وسخطه ، حتى تورد نفسها ومن معها موارد الهلكة ، أي والله ليقتلن ثلثهم ، وليهربن ثلثهم ، وإنها التي تنبحها كلاب الحوأب ، وإنهما ليعلمان أنهما مخطئان . ورب عالم قتله جهله ، ومعه علمه لا ينفعه ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ! فقد قامت الفتنة فيها الفئة الباغية ، أين المحتسبون ؟ أين المؤمنون ؟ مالي ولقريش ! أما والله لقد قتلتهم كافرين ، ولأقتلهم مفتونين ! وما لنا إلى عائشة من ذنب إلا أنا أدخلناها في حيزنا . والله لأبقرن الباطل ، حتى يظهر الحق من خاصرته ، فقل لقريش فلتضج ضجيجها . ثم نزل .

برز علي عليه السلام يوم الجمل ، ونادى بالزبير : يا عبد الله ، مرارا ، فخرج الزبير ، فتقاربا حتى اختلفت أعناق خيلهما ، فقال له علي عليه السلام : إنما دعوتك لأذكرك حديثا قاله لي ولك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أتذكر يوم رآك وأنت معتنقي ، فقال لك : ' أتحبه ' ؟ قلت : وما لي لا أحبه وهو اخي وابن خالي ! فقال : ' أما إنك ستحاربه وأنت ظالم له ' . فاسترجع الزبير ، وقال : أذكرتني ما أنسانيه الدهر ، ورجع إلى صفوفه . فقال له عبد الله ابنه ، لقد رجعت إلينا بغير الوجه الذي فارقتنا به ! فقال : أذكرني علي حديثا أنسانيه الدهر فلا أحاربه أبدا ، وإني لراجع وتارككم منذ اليوم . فقال له عبد الله : ما أراك إلا جبنت عن سيوف بني عبد المطلب ، إنها لسيوف حداد ، تحملها فتية أنجاد ؛ فقال الزبير : ويلك ! أتهيجني على حربه ! أما إني قد حلفت ألا أحاربه ، قال : كفر عن يمينك ؛ لا تتحدث نساء قريش أنك جبنت ، وما كنت جبانا ، فقال الزبير : غلامي مكحول حر كفارة عن يميني ، ثم أنصل سنان رمحه ، وحمل على عسكر علي عليه السلام برمح لا سنان له ، فقال علي عليه السلام : أفرجوا له ، فإنه محرج ، ثم عاد إلى أصحابه ، ثم حمل ثانية ، ثم ثالثة ، ثم قال لابنه : أجبنا ويلك ترى ! فقال : لقد أعذرت .

Halaman 144