Sharh Nahj al-Balagha by Muhammad Abduh
شرح نهج البلاغة لمحمد عبده
Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
1412 AH
Genre-genre
[النص]
وأنزلوا الأجداث (1). فلا يدعون ضيفانا. وجعل لهم من الصفيح أجنان (2)، ومن التراب أكفان (3)، ومن الرفات جيران (4)، فهم جيرة لا يجيبون داعيا، ولا يمنعون ضيما، ولا يبالون مندبة. إن جيدوا لم يفرحوا (5)، وإن قحطوا لم يقنطوا. جميع وهم آحاد، وجيرة وهم أبعاد. متدانون لا يتزاورون (6)، وقريبون لا يتقاربون. حلماء قد ذهبت أضغانهم، وجهلاء قد ماتت أحقادهم. لا يخشى فجعهم (7)، ولا يرجى دفعهم استبدلوا بظهر الأرض بطنا، وبالسعة ضيقا، وبالأهل غربة، وبالنور ظلمة. فجاءوها كما فارقوها (8)، حفاة عراة. قد ظعنوا عنها بأعمالهم إلى الحياة الدائمة والدار الباقية، كما قال سبحانه " كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين "
[الشرح]
ركبان جمع راكب لأن الراكب من يكون مختارا وله التصرف في مركوبه (1) القبور (2) الصفيح: وجه كل شئ عريض، والمراد وجه الأرض. والأجنان جمع جنن محركة وهو القبر (3) لأن أكفانهم تبلى ولا يغشى أبدانهم سوى التراب (4) الرفات العظام المندقة المحطومة (5) جيدوا: مطروا (6) متقاربون لا يزور بعضهم بعضا (7) لا تخاف منهم أن يفجعوك بضرر (8) جاءوا إلى الأرض واتصلوا بها بعد ما فارقوها وانفصلوا عنها في بدء خلقتهم، فإنهم خلقوا منها كما قال تعالى " منها خلقناكم وفيها نعيدكم " وقوله قد ظعنوا عنها يشير إلى أنهم بعد الموت يذهبون بأرواحهم إما إلى نعيم وإما إلى شقاء، أو الظعن عنها هو البعث منها يوم القيامة ومفارقتها إما إلى الجنة وإما إلى النار كما يرشد إليه الاستشهاد بالآية
Halaman 220