167

Sharh Nahj al-Balagha by Muhammad Abduh

شرح نهج البلاغة لمحمد عبده

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

1412 AH

Genre-genre

Sains Hadis

[النص]

عرى أشراجها. وفتق بعد الارتتاق صوامت أبوابها (1). وأقام رصدا من الشهب الثواقب على نقابها (2) وأمسكها من أن تمور في خراق الهواء بأيده (3). وأمرها أن تقف مستسلمة لأمره. وجعل شمسها آية مبصرة لنهارها (4) وقمرها آية ممحوة من ليلها (5) فأجراهما في مناقل مجراهما. وقدر سيرهما في مدارج درجهما. ليميز بين الليل والنهار بهما. وليعلم عدد السنين والحساب بمقاديرهما. ثم علق في

[الشرح]

أشبه بالدخان منظرا وبالبخار مادة فتجلى من الله فيها سر التكوين فالتحمت عرى أشراجها، والأشراج جمع شرج بالتحريك هو العروة وهي مقبض الكوز والدلو وغيرهما. وأشار بإضافة العرى للأشراج إلى أن كل جزء من مادتها عروة للآخر يجذبه إليه ليتماسك به، فكل ماسك وممسوك، وكل عروة وله عروة (1) بعد أن كانت جسما واحدا فتق الله رتقه، وفصلها إلى أجرام بينها فرج وأبواب، وأفرغ ما بينها بعد ما كانت صوامت أي لا فراغ فيها (2) النقاب جمع نقب وهو الخرق. والشهب الثواقب أي الشديدة الضياء. والرصد القوم يرصدون كالحرس، وكون الرصد من الشهب في أصل تكوين الخلقة كما قال الإمام دليل على ما أثبته العلم من أن الشهب مقذيان لبعض أجرام الكواكب (*) ما نظمه لها من التفاتق فما نقب وخرق من جرم عوض بالشهاب، وذلك أمر آخر غير ما جاء في الكتاب العزيز فما جاء في الكتاب بمعنى آخر (3) وأمسكها عن أن تمور أي تضطرب في الهواء بأيده أي بقوته، وأمرها أن تقف أي تلزم مراكزها لا تفارق مداراتها، لا بمعنى أن تسكن (4) مبصرة أي جعل شمس هذه الأجرام السماوية مضيئة يبصر بضوئها مدة النهار كله دائما (5) ممحوة يمحى ضؤها في بعض أطراف الليل في أوقات من الشهر، وفي جميع الليل أياما منه.

ومناقل مجراهما الأوضاع التي ينقلان فيها من مداريهما

Halaman 167