Sharh Nahj al-Balagha by Muhammad Abduh
شرح نهج البلاغة لمحمد عبده
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
1412 AH
Genre-genre
[النص]
كان لها (1). أبتلي الناس بها فتنة فما أخذوه منها لها أخرجوا منه وحوسبوا عليه (2). وما أخذوه منها لغيرها قدموا عليه وأقاموا فيه. وإنها عند ذوي العقول كفئ الظل (3) بينا تراه سابغا حتى قلص (4)، وزائدا حتى نقص
64 - ومن خطبة له عليه السلام واتقوا الله عباد الله. وبادروا آجالكم
~~بأعمالكم (5) وابتاعوا ما يبقى لكم بما يزول عنكم (6). وترحلوا فقد جد بكم (7). واستعدوا
[الشرح]
إذ بعد الموت لا يمكن التدارك ولا ينفع الندم. فوسائل النجاة إما عمل صالح أو اقلاع عن خطيئة بتوبة نصوح كلاهما لا يكون إلا في دار التكاليف وهي دار الدنيا (1) أي لا نجاة بعمل يعمل للدنيا إذ كل عمل يقصد به لذة دنيوية فانية فهو هلكة لا نجاة (2) ما أخذوه منها لها كالمال يذخر للذة ويقتنى لقضاء الشهوة. وما أخذوه لغيرها كالمال ينفق في سبيل الخيرات يقدم صاحبه في الآخرة على ثوابه بالنعيم المقيم (3) إضافة الفئ إلى الظل إضافة الخاص للعام لأن الفئ لا يكون إلا بعد الزوال (4) سابغا ممتدا سائرا للأرض. وقلص انقبض، وحتى هنا لمجرد الغاية بلا تدريج، أي أن غاية سبوغه الانقباض وغاية زيادته النقص (5) بادروا الآجال بالأعمال أي سابقوها وعاجلوها بها أي استكملوا أعمالكم قبل حلول آجالكم (6) ابتاعوا اشتروا ما يبقى من النعيم الأبدي بما يفنى من لذة الحياة الدنيا وشهواتها المنقضية (7) الترحل الانتقال والمراد منه هنا لازمه وهو إعداد الزاد الذي لا بد منه للراحل، والزاد في الانتقال عن الدنيا ليس إلا زاد التقوى. وقوله فقد جد بكم أي فقد حثثتم وازعجتم إلى الرحيل، أو فقد
Halaman 109