يشبه رائحته أيضًا رائحة القصيل (١). وهذا حسن غريب. وفي "مجموع" المحاملي (٢)، و"التهذيب" (٣)، وغيرهما (٤): أنه (٥) إذا يبس كانت رائحته كرائحة البيض. هذه صفاته وقد يفارقه بعضها مع بقاء ما يستقل بإثبات كونه منيًَّا من خواص صفاته التي بينتها، وذلك بأن يمرض فيصير منيُّه رقيقًا أصفرًا، أو يسترخي وعاء المني فيسيل من غيرالتذاذ وشهوة، أو يستكثر من الجماع فيحمرُّ كماء اللحم، وربما خرج دمًا عبيطًا، وفي "تعليق" أبي محمَّد الأصبهاني المذكور: أنه في الشتاء يكون أبيض ثخينًا، وفي الصيف يكون رقيقًا (٦). ثم إن من صفاته المذكورة ما يشاركه فيها غيره كالثخانة، والبياض، يشاركه الودي فيهما، ومنها ما لا يشاركه فيها غيره (٧) فهي خواصه التي عليها الاعتماد في معرفته وهي ثلاث: إحداها (٨): الخروج بالشهوة مع الفتور عقيبه. الثانية (٩): الرائحة التي تشبه رائحة الطلع و(١٠) العجين كما سبق. الثالثة: الخروج بتزريق (١١) ودفق في دفعات. فكل (١٢) واحدة من هذه الثلاث كافية في إثبات كونه
(١) القصيل: الشعير يجزُّ أخضر لعلف الدواب. انظر: المصباح المنير ص: ١٩٣.
(٢) لم أقف عليه ولا النقل عنه فيما بين يدي من مصادر والله أعلم.
(٣) ص: ٢٠٨.
(٤) كتعليقة القاضي أبي الطيَّب ١/ ل ٥٩/ أ.
(٥) سقط من (أ).
(٦) انظر النقل عنه في: المجموع ٢/ ١٤١، المطلب العالي ٢/ ل ٥٤/ ب.
(٧) سقط من (ب).
(٨) في (ب): أحدها.
(٩) في (د): الثاني، والمثبت من (أ) و(ب).
(١٠) في (ب): أو.
(١١) يقال: زرق الطائر يَزرُق ويَزْرِق إذا حذف بزرقه حذفًا. انظر: تهذيب اللغة ٨/ ٤٢٨.
(١٢) في (أ): وكل.