Sharh Muqaddimat Sunan Ibn Majah
شرح مقدمة سنن ابن ماجه
Genre-genre
«لا تبتاعوا الذهب» أيًا كان وصفه «بالذهب» أيًا كان وصفه «إلا مثلًا بمثل» يعني من غير زيادة ولا نقصان «لا زيادة بينهما ولا نظرة» «مثلًا بمثل يدًا بيد» هذا الحديث معروف في الصحيحين وغيرهما، في تحريم ربا الفضل وربا النسيئة إذا اتحد الجنس، لكن «إذا اختلفت الأجناس فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدًا بيد» مع اتحاد الجنس لا بد من تحقق التماثل، ولا بد من أن يكون يدًا بيد، أما مع اختلاف الجنس في الربويات فلا مانع من التفاضل، يبيع الفضة بأي قيمة رآها من الذهب والعكس، يبيع الربوي بغير جنسه، شريطة أن يكون يدًا بيد.
فقال له معاوية: يا أبا الوليد لا أرى الربا في هذا إلا ما كان من نظرة، يعني مؤجلًا، لا بد أن يكون هذا النوع من الذهب الذي هو الدنانير بالنوع الآخر الذي هو الكسر لا بد أن يكون يدًا بيد، أما مع التفاضل فلا بأس، هذا رأي معاوية، لا أرى الربا في هذا إلا ما كان من نظرة، وكأنه يستدل بحديث: «لا ربا إلا في النسيئة» وهذا الحديث صحيح، لكن الحصر إضافي وليس بحصر حقيقي «لا ربا إلا في النسيئة» يعني لا ربا أعظم إلا ما كان في النسيئة، فالنسيئة أعظم من ربا الفضل، وربا الفضل الذي هو الزيادة يعرفه الخاص والعام، ويتوقونه، ولكن ربا النسيئة قد يدخل الإنسان فيه وهو لا يشعر، وهنا صور من ربا النسيئة حاصلة في أسواق المسلمين يتعافونها فيما بينهم، ويتساهلون فيها، مع أنها من الربا، يشتري الذهب بالنقود مثلًا، ويقول له: غدًا آتيك بالقيمة هذا ربا، أو يقول: هذا شيك وهذا ربا؛ لأنه لم يكن يدًا بيد، المقصود أنه لا بد من الانتباه لهذه الأمور، والربا شأنه عظيم، وحرب لله ورسوله ولو قل، والمرابون يبعثون يوم القيامة مجانين، كما قرر ذلك جمع من أهل العلم، والربا كما جاء في الخبر أشد من الزنا -نسأل الله السلامة والعافية-.
4 / 5