Sharh Mukhtasar al-Shama'il al-Muhammadiyah
شرح مختصر الشمائل المحمدية
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤٤١ هـ - ٢٠٢٠ م
Genre-genre
الله: «فأما صوفية زماننا فإنهم يعمدون إِلى ثوبين أو ثَلاثَة كل واحد منها على لون فيجعلوها خِرَقًا ويلفقونها، فيجمع ذلك الثوب وصفين: الشهرة والشهوة، فإن لبس مثل هذه المرقعات أشهى عند خلق كثير من الديباج، وبها يشتهر صاحبها أنه من الزهاد! افتراهم يصيرون بصورة الرقاع كالسلف؟ كذا قد ظنوا، وإن إبليس قد لبَّس عليهم وقال أنتم صوفية، لأن الصوفية كانوا يلبسون المرقعات وأنتم كذلك، أتراهم ما علموا أن التصوف معنى لا صورة، وهؤلاء قد فاتهم التشبه في الصورة والمعنى، أما الصورة فإن القدماء كانوا يرقعون ضرورة ولا يقصدون التحسن بالمرقع، ولا يأخذون أثوابًا جددًا مختلفة الألوان فيقطعون من كل ثوب قطعة ويلفقونها على أحسن الترقيع ويخيطونها ويسمونها مرقعة!!» (^١).
* الوجه السادس: يؤخذ من الحديث أيضًا أنه ينبغي للإنسان أن يجعل آخر عمره محلًا لترك الزينة والترفه كما أفاده العلامة الباجوري ﵀ (^٢).
* * *
٢١ - عَنِ الأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّتِي تُحَدِّثُ، عن عمّها قال: بَيْنَا أَنَا أَمشِي بِالمَدِينَةِ إِذَا إِنْسَانٌ خَلْفِي يَقُولُ: «ارْفَعْ إزارك فإنه أتقى»، فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا هِيَ بُرْدَةٌ مَلْحَاءُ، قَالَ: «أَمَا لَكَ فِيَّ أُسْوَةٌ». فَنَظَرْتُ فَإِذَا إِزَارُهُ إلى نصف ساقيه.
(^١) «تلبيس إبليس» لابن الجوزي ص ١٩٣. (^٢) حاشية الباجوري على «الشمائل» ص ٢٢٨.
1 / 89