بيوتكم، ولا تتخذوها قبورًا» (^١). أي لا تجعلوا بيوتكم كالقبور مهجورة من الصلاة، لأنها ليست محلًا للعبادة.
ومنها حديث جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده، فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرًا» (^٢).
وقال النووي ﵀: «وإنما حثَّ على النافلة في البيت لكونها أخفى وأبعد من الرياء، وأصون من المحبطات، وليتبرك البيت بذلك وتنزل فيه الرحمة والملائكة وينفر منه الشيطان» (^٣).
* الوجه الخامس: استثنى العلماء من النوافل والسنن في البيت: الصلوات التي يشرع فيها الاجتماع كصلاة الكسوف والخسوف، والصلوات التي تختص بالمسجد كركعتي تحية المسجد والتطوع قبل صلاة الجمعة، فهذه الصلوات إنما تصلى في المسجد لثبوت السنة بذلك، وما عدا ذلك من النوافل، والسنن الرواتب، وقيام الليل والضحى، كل ذلك يصلى في البيت، هذا هو الأفضل.
(^١) «صحيح البخاري» (٤٣٢)، «صحيح مسلم» (٧٧٧).
(^٢) «صحيح مسلم» (٧٧٨).
(^٣) «شرح صحيح مسلم» للنووي ٦/ ٦٨.