Sharh Mukhtasar al-Shama'il al-Muhammadiyah

Hani Fakih d. Unknown
103

Sharh Mukhtasar al-Shama'il al-Muhammadiyah

شرح مختصر الشمائل المحمدية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٤١ هـ - ٢٠٢٠ م

Genre-genre

الدباء: سرعة نباته، وتظليل ورقه لكبره، ونعومته، وأنه لا يقربها الذباب، وجودة أغذية ثمره، وأنه يؤكل نيئًا ومطبوخًا بلبه وقشره أيضًا (^١). والدباء في قول كثير من المفسرين هي الشجرة التي أنبتها الله ﷿ لنبي الله يونس ﵇ عندما أخرجه من بطن الحوت، فكانت له ظلًا وغذاء ودواء، كما قال تعالى: ﴿فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (١٤٥) وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (١٤٦)﴾ [الصافات ١٤٥ - ١٤٦]. * الوجه الخامس: استحب بعض العلماء أكل الدباء وأكل كل ما كان رسول الله ﷺ يحبه (^٢). لكن فرق بعض العلماء بين محبة النبي ﷺ وكرهه الشرعي، وبين محبته وكرهه الإنساني، فالقدوة إنما هي في المحبة والكره الشرعيين، كمحبته ﷺ لأصحابه ﵃، ومحبته ﷺ للتيمن في تنعه وترجله وطهوره. أما المحبة أو الكره الطبيعي فلا قدوة فيه، كمحبته ﷺ لأكل الحلواء والعسل ومحبته للدباء والثريد، وكرهه أكل الضبّ، وقوله: «أجدني أعافه»، فإن الصحابة لم يقتدوا به في ذلك، بل أكله خالد بن الوليد على مائدته ﷺ. * الوجه السادس: استشكل بعضهم تتبع النبي ﷺ للدباء حوالي القصعة، مع أنه ثبت عنه الأمر بالأكل مما يليه، كما في حديث عمر بن أبي سلمة ﵄ قال: كنت غلامًا في حجر رسول الله ﷺ، وكانت يدي تطيش في

(^١) «تفسير ابن كثير» ٧/ ٤٠. (^٢) «شرح صحيح مسلم» للنووي ١٣/ ٢٢٤.

1 / 123