150

Sharah Mishkat

شرح الطيبي على مشكاة المصابيح المسمى ب (الكاشف عن حقائق السنن)

Penyiasat

د. عبد الحميد هنداوي

Penerbit

مكتبة نزار مصطفى الباز مكة المكرمة

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Lokasi Penerbit

الرياض

Genre-genre

نسترقيها، ودواء نتداوى به، وتقاة نتقيها، هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال: «هي من قدر الله» رواه أحمد والترمذي، وابن ماجه [٩٧]. ــ قوله: «التقاة» أصله الوقاة، قلبت الواو تاء، أو هو اسم ما يلتجيء به الناس من خوف الأعداء. «نه»: وقي يقي وقاية إذا حفظ، ويجوز أن يكون تقاة مصدر بمعنى الاتقاء فحينئذ الضمير في «نتقيها» للمصدر، أي نتقي تقاة بمعنى اتقاء وهي من قدر الله ﷾ أي هذه الأسباب يعني: كما أن الله تعالى قدر الداء مثلا قدر زواله بالدواء. ومن تداوى ولم يبرأ فاعلم أنه لم يقدر أن يكون التداوي نافعا في ذلك الداء – وإن اجتمع عليه الأطباء – «تو»: كأن السائل عرف أنه من حق الإيمان أن يعتقد أن المقدور كائن لا محالة ووجد الشرع يرخص في الاسترقاء، ويأمر بالتداوي، والاتقاء عن مواطن المهلكات، فأشكل عليه الأمر، كما أشكل على الصحابة حين أخبروا أن الكتاب يسبق على الرجل، فقالوا: «ففيم العمل؟» فبين ﵊ بقوله: «هي من قدر الله». «نه»: وقد جاء في بعض الآحاديث جواز الرقية كقوله ﷺ: «استرقوا لها؛ فإن بها النظرة» أي اطلبوا لها من يرقيها، وفي بعضها النهي عنها، كقوله ﵊ في باب التوكل: «الذين لا يسترقون، ولا يكتوون» والأحاديث في القسمين كثيرة. ووجه الجمع بينهما أن الرقية يكره منها: ما كان بغير أسماء الله، وصفاته وكلامه في كتبه المنزلة، أو بغير اللسان العربي، وما يعتقد منها أنها نافعة لا محالة، فيتكل عليها، وإياها أراد ﵇ بقوله: «ما توكل من استرقى»، ولا يكره منها ما كان على خلاف ذلك، كالتعوذ بالقرآن، وأسماء الله تعالى، والرقية المروية؛ ولذلك قال ﵇ للذين رقى بالقرآن، وأذخ عليه أجرا: «من أخذ برقية باطل فقد أخذت برقية حق» وقال في الآخر: «خذوه، واضربوا لي بسهم». وأما قوله ﵊: «لا رقية إلا من عين، أو حمة» فمعناه: لا رقية أولى وأنفع، وهذا كما قيل: لا فتى إلا علي، وقد أمر النبي ﵊ غير واحد من الصحابة بالرقية، وسمع ﵊ جماعة يرقون ولم ينكر عليهم. وفي اسم الراوي أبي خزامة خلاف للمحدثين.

2 / 562