250

Sharh Masabih

شرح المصابيح لابن الملك

Editor

لجنة مختصة من المحققين بإشراف

Penerbit

إدارة الثقافة الإسلامية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Genre-genre

"حتى لا يَقدروا منه"؛ أي: من العلم. "على شيء"، إلا ما تعلَّموه من رسول الله ﷺ.
* * *
١٨٨ - وعن أبي هُريرة ﵁ روايةً: "يُوشِكُ أنْ يضربَ النَّاسُ أكبادَ الإبلِ يطلُبُونَ العِلْمَ، فلا يَجِدُونَ أحدًا أعلمَ مِنْ عَالِم المدينةِ".
قال ابن عُيَينة: هو مالك ﵁، ومثله عن عبد الرزَّاق، وقيل: هو العُمَرِيُّ الزَّاهِدُ.
"وعن أبي هريرة روايةً: يُوشِك"؛ أي: يَقرُب.
"أن يَضربَ الناسُ أكبادَ الإبل"، أي: يُجهدون الإبلَ ويُركضونها، كنى بضرب الأكباد عن سرعة السَّير والرَّكض؛ لأن أكبادَ الإبل والفَرَس وغيرهما تتحرك عند الركض، ويلحقها ضررٌ من قطع المسافة؛ يعني: قَرُبَ أن يأتي زمانٌ يسير الناس سيرًا شديدًا من البلاد البعيدة.
"يطلبون العلمَ، فلا يجدون أحدًا أعلمَ من عالم المدينة"، وهذا في زمان الصحابة والتابعين، وأما بعد ذلك فقد ظهرت العلماء الفحول في كل بلدة من بلاد الإسلام أكثر مما كانوا في المدينة.
"وقال ابن عيينة"، اسمه سفيان: هذا العالِم الذي أشار إليه ﵊ "هو مالك" بن أنس، وهو أستاذ الشافعي، وكان صاحبَ فراسة وحديث واجتهاد.
"ومثله"؛ أي: مثل ما قال ابن عيينة في مالك.
"عن عبد الرزاق"، وهو من فُضَلاء أصحاب الحديث.
"وقيل: هو العُمَري الزاهد"، أراد به: عمر بن عبد العزيز الخليفة، قيل

1 / 220