ولا يتقيد بالفروع كالطحاوي والكرخي^(١) ولا يَضر مخالفة الكرخي في بعض القواعد الأصولية للمذهب لالتزامه من حيث العموم بها، وقلة ما خالف فيها. وهو أيضاً ما انتهى إليه استاذنا الدكتور عبد الستار حامد رحمه الله حيث تابع أبا زهرة، وقال: إنَّ الكرخي يعد مجتهداً منتسباً، وإنَّ وضع الكرخي في صف المجتهدين في المسائل ليس صحيحاً، فقد توافرت له كل أسباب الاجتهاد فكان مجتهداً منتسباً، وقد دلت على ذلك آراؤه في الأصول والفروع^(٢).

وفاته:

أصيب أبو الحسن الكرخي في آخر عمره بمرض الفالج^(٣)، فحضر أصحابه، أبو بكر الدامغاني، وأبو علي الشاشي، وأبو عبد الله البصري، فقالوا: هذا مرض يحتاج إلى نفقه وعلاج وهو مقلّ، ولا نحب أن نبذله للناس، فنحب أن نكتب إلى سيف الدولة^(٤)، ونطلب منه ما ينفق عليه،