88

شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني

شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني

Penyiasat

الدكتور مُصْطفى عليَّان

Penerbit

مؤسسة الرسالة

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Lokasi Penerbit

بيروت - لبنان

Genre-genre

منها غول الطريق، وكثرة مخاوفه، وبعده وشدة مكارهه. ثم قال مقيما لعذره فيما تمونه في السفر، وتكلفه من شدة الغرر: وأتعب خلق الله كلهم، من زادت همته ومعرفته، وقصرت جدته ومقدرته، فهو لا يزال يشتهي ما لا يبلغه، ويمتحن بما يأباه ويكرهه. فلا يَنْحَلِلْ في المَجْدِ مالُكَ كُلُّهُ ... فَيَنْحَلَّ مَجْدٌ كانَ بالمالِ عَقْدُهُ ودَبَّرْهُ تَدْبِيْرَ الذي المَجْدُ كَفُّهُ ... إِذا حَارَبَ الأَعْدَاَء والمالُ زَنْدُهُ فلا مَجْدَ في الدُّنْيَا لِمَنْ قَلَّ مَالُهُ ... ولا مَالَ في الدُّنْيَا لِمَنْ قَلَّ مَجْدُهُ المجد: كرم الفعل، والزند: إحدى قصبتي الذراع، والزندان: القصبتان، وباجتماعهما يكون الساعد، ورأساهما يتصلان بكف الإنسان. فيقول على نحو ما قدمه من تفصيل المال، وبسط العذر في طلبه، وما يجب من تشييد المجد به: فلا ينحلل في المجد مالك بجملته، ولا تعدم نفسك ما تسند إليه من قوة، فينحل من مجدك ما عقده الغنى والسعة، ويذهب منه ما أوجبه الإكثار والجدة. ثم قال: ودبر الأمرين في الجمع بهما، والحراسة لحالهما، تدبير من يجعلهما كالكف والزند في احتياج كل واحد منهما إلى صاحبه، وتأيده على التصرف بجانبه. ثم قال على نحو ما قدمه: فلن تجد مجدا بائنا لمن أغفل ماله وأتلفه، ولن تجد مالا زاكيا لمن ضيع مجده وأهمله. وفي النَّاسِ مَنْ يَرْضَى بِمَسْورِ عَيْشِهِ ... ومَرْكُوبُهُ رِجْلاَهُ والثَّوْبُ جِلْدُهُ وَلكِنَّ قَلْبًا بَيْنَ جَنْبَيَّ ما لَهُ ... مَدَّى يَنْتَهي بي في مُرَادٍ أَحْدُّهُ يَرَى جِسْمَهُ يُكْسَى شُفُوفًَا تَرُبُّهُ ... فَيَخْتَارُ أَنْ يُكْسَى دُرُوعًا تَهُدُّهُ المدى: الغاية، والشفوف: ثياب رقاق، واحدها شف، وتربه: تنميه وتنعمه، وتهده:

1 / 88