شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني

Ibn Iflili d. 441 AH
128

شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني

شرح معاني شعر المتنبي لابن الإفليلي - السفر الثاني

Penyiasat

الدكتور مُصْطفى عليَّان

Penerbit

مؤسسة الرسالة

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Lokasi Penerbit

بيروت - لبنان

Genre-genre

فيقول لكافور: لقيت القنا عن ذلك الملك بنفس مقدمة كريمة، جريئة على الأهوال أبية، تهرب في الحرب إلى الموت من العار، وتؤثره على قبح الفرار. ثم قال: وقد يترك الموت النفس التي لا تهابه وتقدم عليه، ولا تحذره وتتسرع إليه، ويخترم النفس التي تتهيبه بغاية جهدها، وتتحرز منه بأبلغ وسعها، فأشار إلى أن الموت لا يستدفع بالحذر، ولا يفضي إليه بالإقدام على الغرر. وما عَدِمَ اللأَّقوكَ بَأْسًا وَشِدَّةً ... وَلكنَّ مَنْ لاقَوْا أَشَدُّ وَأَنْجَبُ ثَنَاهُمْ، وَبَرْقُ البَيْضِ صَادِقٌ ... عَلَيْهِمْ، وَبَرْقُ البَيْضِ خُلَّبُ البيض: السيوف، والبيض جمع بيضة، وهي التي تحصن الرؤوس بها، وثناهم: ردهم، والخلب من البرق: الذي يومض ولا يمطر. فيقول لكافور: وما عدم أعداؤك الذين هزمتهم، وأضدادك الذين غلبتهم، من أنفسهم بأسا وشدة، وإقداما وقوة، ولكنهم لاقوا منك من هو أشد وأنجب، وأقوى في الحرب وأنفذ، فعجزوا عنك مع قوتهم، وقصروا عن مقاومتك مع شدتهم. ثم قال: ثناهم منك وهزمهم، واستولى عليهم وغلبهم، الشجاع الذي لا يجبن، والنجيب الذي لا ينكل، وبرق السيوف في البيض صادق فيهم، ممطر للدماء عليهم، وبرق البيض في السيوف خلب غير ماطرة، وكاذب صادق. فأشار إلى أن السيوف قدت البيض، وأسرعت في المتسترين بها، فصدقت بروقها، وعجزت البيض عن تحصينهم، فلم ينتفعوا ببريقها. سَلَلْتَ سُيُوفًا عَلَّمَتْ كُلَّ خَاطِبٍ ... عَلَى كُلَّ عُودٍ كَيْفَ يَدْعو وَيَخْطُبُ وَيُغْنِيْكَ عَمَّا يَنْسُبُ النَّاسُ أَنَّهُ ... إِليكَ تَنَاهَى المَكْرُمَاتُ وَتُنْسَبُ وَأَيُّ قَبِيْلٍ يَسْتَحِقُّكَ قَدْرُهُ؟ ... مَعَدُّ بْنُ عَدْنَانٍ فِداكَ وَيَعْرُبُ معد بن عدنان: جد مضر وربيعة، وربيعة أبناء نزار بن عدنان، ويعرب: جد جميع اليمن، وهذان الأصلان إليهما مآل جميع العرب.

1 / 128