قال ارسطاطاليس وعلة ذلك انه يكون من العدم والموضوع الذى نسميه العنصر مثل قولنا ان الانسن والمريض ايضا يصير صحيحا والكون يقال من العدم اكثر مثل البرء من المريض او من انسان ولذلك لا يقال البرى مريض بل يقال انسان وانسان برى ايضا واما التى عدمها ليس ببين ولا له اسم مثل شكل ما فى النحاس او بيت فى اللبن والخشب فانه يظن انه يكون من هذه كما قيل هنالك من المريض ولذلك كمثل ما لا يقال هنالك الشىء باسم الذى هو منه كذلك ولا هاهنا ايضا لا يقال الصنم خشب بل بنوع النسبة خشبى لا خشب ونحاسى لا نحاس وحجرى لا حجر وبيت لبنى لا لبن التفسير لما اخبر ان بعض المتكونات يشتق لها اسماء من التى منها تكونت وبعضها لا يشتق لها اخذ يخبر بالعلة التى من اجلها لم يسم المتكون باسم العنصر الذى منه يكون فقال وعلة ذلك انه يكون من العدم والموضوع الذى نسميه العنصر مثل قولنا الانسن والمريض ايضا يصير صحيحا يريد والعلة فى ذلك ان المكون ليس يكون من العنصر فقط بل من العنصر والعدم الذى فى العنصر وذلك ان قولنا الانسن صار صحيحا انما معناه ان الانسن المريض صار صحيحا ثم قال والكون يقال من العدم اكثر مثل البرء من المريض او من الانسن يريد ونسبة المتكون الى انه تكون من العدم اكثر من نسبته الى الموضوع للعدم لان التكون يكون من العدم لا من الوجود ولذلك يقال ان من المريض صار صحيحا اكثر مما يقال ان من الانسان صار صحيحا وهذا هو الذى دل عليه بقوله مثل البرء من المريض او من الانسن يريد مثل نسبة الصحة فى التكون الى المرض او الى موضوع المرض يريد فان نسبة كون الصحة الى المرض احق من نسبة كونها الى الانسن المريض ثم قال ولذلك لا يقال البرى مريض بل يقال انسان وانسان برى ايضا يريد ولذلك لا يشارك المتكون الضد الذى منه يكون فى الاسم فلا يقال ان الصحيح مريض ولا مرضى بل يقال الانسن صار انسانا صحيحا اى الانسن الغير صحيح صار صحيحا ثم قال واما التى عدمها ليس ببين ولا له اسم مثل شكل ما فى النحاس او بيت فى اللبن والخشب فانه يظن انه يكون من هذه كما قيل هناك من المريض يريد واما المتكونات التى تتكون من موضوع وليس عدمها فى الموضوع بينا وليس له اسم فانه يظن ان قولنا فيها انها تتكون من الموضوع هو مثل قولنا من المريض يكون صحيحا اعنى ان قولنا من اللبن يكون بيت ومن الخشب كرسى هو مثل قولنا من المريض يكون صحيحا ثم قال ولذلك كمثل ما لا يقال هناك الشىء باسم الذى هو منه كذلك ولا هاهنا ايضا يقال الصنم خشب بل بنوع النسبة خشبى لا خشب ونحاسى لا نحاس وحجرى لا حجر وبيت لبنى لا لين يريد وللشبه الذى بين العنصر والضد لزم ان لا يسمى المتكون باسم عنصره كما لا يسمى باسم ضده فكما لا يقال فى الصحيح انه مريض كذلك لا يقال فى الصنم انه نحاس ولا فى البيت انه لبن ولا انه حجر ولا انه خشب بل بالنسبة صنم نحاسى وبيت لبنى وحجرى وخشى
[26] Textus/Commentum
Halaman 856