Sharh Lamiyat Afcal

Qutb Atfayyish d. 1332 AH
196

Sharh Lamiyat Afcal

شرح لامية الأفعال للقطب اطفيش ج2 3

Genre-genre

ولو بنيت مثله من الرمي لقلت ارميا بفتح الياء مخففة بعدها ألف، وهذا الوزن إذا لم يدغم بمنزلة انفعل وافتعل في عدد الحروف والسكنات، والغالب مجيئه للألوان كالأمثلة، وكثر مجيئه للعيوب الحسية: كاعور واعوج واصيد بتشديد آخرها، وقل مجيئه لغير الألوان والعيوب الحسية: كارمق أي ضعف، واصمل أي اشتد، وابهر الليل أي انتصف، أو اشتدت ظلمته، وانقض الحائط، واقطر النبات إذا أخذ في الجفون، واملس وارقد في العدو، وابهر القمر إذ قوى ضوءه كذا في مثل الناظم بابهر القمر، وغيره بابهر الليل بالمعنيين المذكورين، واقطر النبت.

وفي ذلك نظر لأن ابهر القمر بمعنى اشتد ضوءه، وابهر الليل اشتدت ظلمته، وازور النبت أخذ في الجفوف، وترك الخضرة إلى غيرها من اللون باليبس هي من الألوان، فلا قلة ولا شذوذ، وقيل: مجيئه للعيوب الحسية قليل ولغيره، وغير الألوان شاذ ونادر، وقد يقال لا منافاة، لأن الشذوذ والقلة قد يترادفان، وكذا الندور والشذوذ والقلة، ولأن القلة والكثرة نسبيان، فلعل قلته للعيوب الحسية إنما هي بالنسبة للألوان، وكثرته بالنظر إلى مجرد ما ورد منه لها، وكذا في أفعال بالألف وهو الوزن الأول، وأكثر مجيئه أعني أفعل بدون ألف للمعاني اللازمة، وقل مجيئه للعارضة نحو: احمر خجلا، واصفر وجلا، كقوله:

سألته قبلة مني على عجل

فاحمر من خجل واصفر من وجل

قال الشيخ أبو البركات هبة الله محمد المعروف بالوكيل، وكان شخصا ظريفا أديبا حضر من بستاني كثير من ورد وياسمين، جعلت دائرة من الورد تقابلها أخرى من ياسمين، فدخل علينا شاعران: أحدهما يعرف بالمهذب، والآخر بالحسن، فقلت: لهما اعملا في هاتين الدائرتين شيئا، ففكرا ساعة، ثم قال المهذب:

يا حسنها دائرة

من ياسمين مشرق

والورد قد قابلها

في حلة من شفق

كعاشق وحبه

تغامزا بالحدق

فاحمر ذا من خجل

واصفر ذا من فرق

قال: فقلت للحسن: هات فقال:

يا حسنها دائرة

من ياسمين كالحلى

والورد قد قابلها في حلة من خجل

Halaman 196