Sharh Lamiyat Afcal

Qutb Atfayyish d. 1332 AH
173

Sharh Lamiyat Afcal

شرح لامية الأفعال للقطب اطفيش ج2 3

Genre-genre

قال الجاردبردي: ومعناه نسبة الفعل إلى فاعله لإرادة تحصيل الفعل المشتق هو منه، وهكذا في شرح المفصل، والمراد بالفعل المضاف إليه تحصيل المصدر، والضمير في معناه للفعل للطلب، والمنفصل للفعل الأول المراد به الفعل الصناعي، وهاء منه للثاني المراد به المصدر، وفي التفسير(ح) نسخ والتقدير ومعناه إرادة تحصيل الفعل بالنسبة المذكورة كذا في حاشية بعض على الجاردبردي.

قال ابن قاسم: ولا يخفي المناسب أن يراد بالفعل الثاني الحدث الذي هو معنى المصدر، لأنه الذي يطلب، وحينئذ يشكل قوله المشتق هو منه، لأن الاشتقاق من اللفظ، إلا أن يراد المشتق هو من لفظه، فهو على حذف المضاف، وقوله: إلى فاعله أراد به مفعوله، لأن فاعله مفعول به.

قال الجار بردي: وذلك قد يكون صريحا نحو: استكتبه أي طلبت من الكتابة، وقد يكون تقديرا نحو: استخرجت الوتد من الحائط، فليس هنا طلب صريح، بل المعنى لم أزل أتلطف وأتحيل حتى خرج، ونزل ذلك منزلة الطلب أ. ه.

ومحل الأول العاقل لأنه إنما يطلب من العاقل، ومحل الثاني غير العاقل كذا قالوا.

قلت: قد يكون الثاني من العاقل، كقولك: استخرجت زيدا إذا فعلت له ما يتسبب في خروجه مثل الانقباض عنه، أو ضربه، وأمثال ذلك، وذلك الطلب التقديري مجاز، ومنه استعلفه الحمار، أي طلب منه العلف، أي فعل ما هو كالطلب كنهيقه له، إذ لا فرق في استحالة الطلب بين الطالب والمطلوب كما يأتي إن شاء الله.

ومنه: (استوقد نارا) إذا كان بمعنى طلب الوقود من النار، أي احتال لها لتقد (واستهوته الشياطين) فإن الشياطين لم يطلبوا منه صراحا أن يهوى، بل وسوسوا وخيلوا له حتى هوى، واستفزز من استطعت فإنه لا يطلب منهم الفز، بل يوسوس ويزين، فشبه وسواسه وتزيينه بمن يطلب الفز صراحا، وليس من التقديري: فاستخف قومه، لأن المعنى طلب منهم الخفة فهو من الحقيقي فبطل قول فتح الأقفال أنه من التقديري.

Halaman 173