Sharh Lamiyat Afcal
شرح لامية الأفعال للقطب اطفيش ج2 3
Genre-genre
الوزن الثالث: فاعل بزيادة ألف بين الفاء والعين، مع فتح العين، وهو ثلاثي مزيد فيه مماثل للرباعي، غير ملحق به، ومثل له بوالي بألف بين الواو واللام، وأصله وإلى بفتح الياء، أبدلت ألفا بعد حذف فتحها لتحركها بعد فتحة، وهو من الموالاة ضد العداوة، أو بمعنى تابع بفتح الباء أي جعله تاليا لكذا، فهو على الأول للاشتراك في الفاعلية والمفعولية، وعلى الثاني للتعدية.
وكأن اقتصار أبي يحيى على الثاني اختيار له، وأصل وضع هذا الوزن لاقتسام الفاعلية والمفعولية لفظا، والاشتراك فيهما معنى، وهو أيضا أشهر معانيه نحو: جاوز زيد عمرا (وآزره فاستغلظ) بهمزة فألف من المؤازرة أي المعاونة، بناء على أصالة الهمزة وزيادة الألف، وأما إن عكس الأمر فوزنه أفعل كأعلم، فيجمع معنى القراءة المذكور، ومعنى قراءة آزر بهمزة قراء مشددة أي قواه، وضارب زيد عمرا بفتح راء ضارب وبائه، فإن زيدا وعمرا قد اقتسما الفاعلية والمفعولية لفظا، فصار أحدهما فاعلا، ولآخر مفعولا، وليس أحدهما أولى من الآخر فيهما، فأيا منهما جعلت فاعلا، والآخر مفعولا جاز، واشتركا في الفاعلية والمفعولية معنى، فإن كلا منهما ضارب للآخر، ومضروب له، ولهذا جوز الناظم اتباع المرفوع في ذلك بمنصوب، والمنصوب بمرفوع، وخالف في ذلك مذهب البصريين والكوفيين.
واستدل بقول الحجاج:
قد سالم الحيات منه القدما
الأفعوان والشجاع الشجعما
بنصب الأفعوان بدلا من الحيات، وهو مرفوع فاعل سالم، ونصب الشجاع المعطوف عليه، والقدم مفعول به مفرد، وألفه للأشباع، أو تثنيته على لغة قصر المثنى، حذفت نونه للضرورة، وروى بنصب الحيات فقيل: من باب اعطاء الفاعل إعراب المفعول به، والقدم مفعول به، وقيل: الحيات مفعول به، والقدما فاعل وهو مثنى حذفت نون للضرورة.
Halaman 166