وما فيه الألف واللام على عامل لا يظهر كما لا يظهر في النداء؛ لأنه لو ظهر لخرج عن طريقة الاختصاص الذي للنداء إلى معنى الخبر.
ولا يجوز امتناع الألف واللام من الاسم فيه كما يمتنع في النداء؛ لأن الذي كان يعرف المنادي من حرف النداء قد امتنع في الاختصاص، فلم يكن بد للنكرة من معرف فيه.
وتقول: إنا- معشر العرب- نفعل كذا وكذا، فتنصبه كما تنصب المضاف في النداء، ولا يجوز أن يظهر العامل، [وإن] كان تقديره: أعني معشر العرب؛ لأنه لو ظهر؛ لخرج عن طريقة النداء إلى الخبر، والألف واللام لا يخرجه عن طريقة النداء أصلا؛ لأن ما بقى فيه من العلامة التي هي النصب من غير إظهار العامل دليل على طريقة النداء، وكذلك لو قلت في النداء: عبد الله، وأظهرت العامل، فقلت: أعني عبد الله؛ لأخرجته عن حد النداء.
وقال عمرو بن الأهتم:
(إنا- بني منقر- قوم ذوو حسب ... فينا سراة بني سعد وناديها)
1 / 235