58

Sharh Kitab al-Siyasah al-Shar'iyah li Ibn Taymiyyah

شرح كتاب السياسة الشرعية لابن تيمية

Penerbit

مدار الوطن للنشر

Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

1427 AH

Lokasi Penerbit

الرياض

Genre-genre

Agama Lain

ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعمل خالد بن الوليد على الحرب، منذ أسلم، وقال: (إنَّ خالدًا سيفٌ سلَّه الله على المشركين)[١] مع أنه أحيانًا كان قد يعمل ما ينكره النبي صلى الله عليه وسلم، حتى إنه - مرة - رفع يديه إلى السماء وقال: (اللَّهم إني أبرأُ إليك مما فعل خالد)[٢] لما أرسله إلى بني جذيمة فقتلهم، وأخذ أموالهم بنوع شبهة، ولم يكن يجوز ذلك، وأنكره عليه بعض من كان معه من الصحابة، حتى وداهم النبي صلى الله عليه وسلم وضمن أموالهم، ومع هذا فما زال يقدمه في إمارة الحرب؛ لأنه كان أصلح في هذا الباب من غيره، وفعلَ ما فعله(١) بنوع تأويل.


(١) في خ: ((وفعل ما فعل)) بدون الهاء.

[١] رواه أحمد (٨/١) والطبراني في المعجم الكبير (١٠٣/٤)، كلاهما بلفظ: ((نعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد وسيف من سيوف الله سلّه الله عزّ وجل على الكفار والمنافقين)).

قال الهيثمي في مجمع الزوائد: (٣٤٨/٩): ((رواه أحمد والطبراني بنحوه، ورجالهما ثقات)).

وقال أحمد شاكر: ((إسناده صحيح)). المسند بتحقيقه: (١٧٣/١).

ورواه أبو يعلي بلفظ: (لا تؤذوا خالدًا فإنه سيف من سيوف الله عز وجل صبه الله عز وجل على الكفار) (١٠٤/٤). قال في مجمع الزوائد: (٣٤٩/٩): ((ورواه أبو يعلى ولم يسم الصحابي، ورجاله رجال الصحيح)).

وصححه الألباني في الصحيحة (١٢٣٧). وَوَصْفُ خالد رضى الله عنه بأنه سيف من سيوف الله جاء في صحيح البخاري في رقم (٣٧٥٧)، وغيره.

[٢] رواه البخاري، كتاب المغازي، باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، رقم (٤٣٣٩).

49