شرح كتاب الفوائد

Omar Abdelkafy d. Unknown
97

شرح كتاب الفوائد

شرح كتاب الفوائد

Genre-genre

الثقة بما عند الله ثانيًا: الاستغناء بما في يد الله، ثق بما في يده سبحانه، مثل: أن تملك عشرة جنيهات فتخرج واحدًا منها، فإذا كان الجنيه الذي أخرجته أحسن من التسعة التي بقيت عندك، فلست مستغنيًا بالله، وكثير من الناس يشعر أن هذا الذي أخرجه يعد ضائعًا، فيخرجه رياء وسمعة. إذًا: المستغني بالله يعرف أن هذا الجنيه المخرج في ميزان حسناته يوم القيامة، والتسعة التي فضلت عنده قد يصرفها في شيء لا يرضي الله، أو حطام الدنيا الزائل، وفي الحديث: (يقول ابن آدم: مالي مالي وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما لبست فأبليت، أو أكلت فأفنيت، أو تصدقت فأبقيت؟). فهذا هو الذي يبقى، إذًا: فلنستح من الله حق الحياء، وحق الحياء: أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وأن تذكر الموت والبلى، وأن تعد نفسك مع الموتى، وأن تؤثر ما يبقى على ما يفنى، فهذا هو الذي عنده حياء من الله، ويبقى مستغنيًا به ﷿. إذًا: فالعلامة الثانية: أن أكون واثقًا بما في يد الله، وقد وقعت هذه العلامة لسيدنا أبي بكر فقال: (يا رسول الله! والذي بعثك بالحق نبيًا، إن الذي نعطيه لك لتنفقه في سبيل الله أحب إلينا مما بقي معنا)، إذًا: فـ أبو بكر مستغن بالله ﷿؛ لأنه آخذ نص الحديث: (ثلاث أقسم عليهن)، أول هذه الأشياء: (ما نقص مال عبد من صدقة)، فهو ينقص ظاهرًا، لكن حقيقة الأمر زيادته. إذًا: نظرة المؤمن غير نظرة مدعي الإيمان، فنظرة المؤمن أنه يرى أن هذه النفقات ليست نقصًا، ومثل ذلك الصيام، أي: في ظاهره أنه تعذيب وحرمان من الطعام والشراب، لكن هذا حرمان في الظاهر، أما في باطنه فهو الرحمة، والقرب من الله ﷿.

11 / 4