692

Sharh Kawkab Munir

شرح الكوكب المنير

Editor

محمد الزحيلي ونزيه حماد

Penerbit

مكتبة العبيكان

Edisi

الطبعة الثانية ١٤١٨ هـ

Tahun Penerbitan

١٩٩٧ مـ

وَلأَنَّ فِعْلَهُ كَقَوْلِهِ فِي بَيَانٍ مُجْمَلٍ وَتَخْصِيصٍ وَتَقْيِيدٍ، وَلأَنَّ فِي مُخَالَفَتِهِ تَنْفِيرًا وَتَرْكًا لِلْحَقِّ، لأَنَّ فِعْلَهُ حَقٌّ١.
"وَلَمْ يَفْعَلْ النَّبِيُّ ﷺ" الْفِعْلَ "الْمَكْرُوهَ لِيُبَيِّنَ بِهِ الْجَوَازَ" لأَنَّهُ يَحْصُلُ فِيهِ التَّأَسِّي "بَلْ فِعْلُهُ يَنْفِي الْكَرَاهَةَ٢" قَالَهُ الْقَاضِي وَغَيْرُهُ مِنْ أَصْحَابِنَا وَغَيْرِهِمْ٣.
وَمُرَادُهُمْ "حَيْثُ لا مُعَارِضَ لَه"ُ وَإِلاَّ فَقَدْ يَفْعَلُ غَالِبًا شَيْئًا، ثُمَّ يَفْعَلُ خِلافَهُ لِبَيَانِ الْجَوَازِ٤. وَهُوَ كَثِيرٌ عِنْدَنَا، وَعِنْدَ أَرْبَابِ الْمَذَاهِبِ، كَقَوْلِهِمْ فِي تَرْكِ الْوُضُوءِ مَعَ الْجَنَابَةِ لِنَوْمٍ أَوْ أَكْلٍ٥ أَوْ مُعَاوَدَةِ وَطْءٍ٦، تَرَكَهُ لِبَيَانِ

١ روى الحاكم عن ابن عمر ﵄ قال: "إن الله بعث نبينا محمدًا، ولا نعلم شيئًا، فإنما نفعل كما رأينا محمدًا يفعل". "المستدرك ١/ ٢٥٨".
وانظر مزيدًا من الأدلة من جهة السنة في "الإحكام للآمدي ١/ ١٧٦ وما بعدها، كشف الأسرار ٣/ ٢٠٣".
٢ كما أن فعل رسول الله ﷺ ينفي الحرمة بالأولى، وهو ما صرح به ابن السبكي في "جمع الجوامع ٢/ ٩٦". وصرح المحلي بأن "خلاف الأولى مثل المكروه أو مندرج فيه". "المحلي على جمع الجوامع ٢/ ٩٧".
٣ انظر: المسودة ص ١٨٩، شرح تنقيح الفصول ص ٢٩٢، المحلي على جمع الجوامع وحاشية البناني عليه ٢/ ٩٦، فواتح الرحموت ٢/ ١٨١، غاية الوصول ص ٩٢.
٤ انظر: الإحكام لابن حزم ١/ ٤٣٣، غاية الوصول ص ٩٢.
٥ روت السيدة عائشة ﵂ أن رسول الله ﷺ كان ينام وهو جنب، وفي رواية عنها: "ربما اغتسل في أول الليل وربما اغتسل في آخره". رواه أبو داود وابن ماجه والنسائي وأحمد. وروى أبو داود وابن ماجه أيضًا عن عائشة ﵂: "أن رسول الله ﷺ كان إذا أراد أن يأكل وهو جنب غسل يديه".
"انظر: سنن أبي داود ١/ ٥٠، ٥١، سنن ابن ماجه ١/ ١٩٢، ١٩٥، سنن النسائي ١/ ١٦٤، شرح السنة للبغوي ٢/ ٣٥، مسند أحمد ٦/ ١٣٨".
٦ روى البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والدارمي والبغوي عن أنس بن مالك ﵁ "أن رسول الله ﷺ كان يطوف على نسائه بغُسْل واحد" وفي رواية البخاري: "الساعة الواحدة من الليل والنهار".
"انظر: صحيح البخاري ١/ ٥٩، صحيح مسلم ١/ ٢٤٩، سنن أبي داود ٢/ ٤٩، تحفة الأحوذي ١/ ٤٣١، سنن النسائي ١/ ١٧٢، سنن ابن ماجه ١/ ١٩٤، سنن الدارمي ١/ ١٩٢، شرح السنة للبغوي ٢/ ٣٥، فتح الباري ٩/ ٢٥٤".

2 / 192