289

فنعم صاحب قوم لا سلاح لهم وصاحب الركب عثمان بن عفانا

ومثال ما جاء من ذلك في بئس قوله:

بئس قرينا يفن هالك

أم عبيد وأبو مالك

واختلف في من وما الموصولتين وما أضيف إليهما، فمنهم من أجاز أن يكونا فاعلين لهما، ومنهم من منع. فالمجيز استدل على ذلك بالقياس والسماع. أما القياس فإنهما في معنى ما فيه الألف واللام، ألا ترى أنهما بمعنى الذي والتي. وأما السماع فقوله تعالى: {فنعما هى} (البقرة: 271). قول الشاعر:

فنعم مزكأ من ضاقت مذاهبه

ونعم من هو في سر وإعلان

وهذا الذي استدل به لا حجة فيه بل القياس أن يكون فاعل نعم وبئس على حسب ما استقر فيهما بالسماع ما أمكن، وأما السماع فمؤول.

أما قوله تعالى: {فنعما هى} فأصله: فنعم ما هي. وما بمنزلة شيء في موضع نصب على التمييز وهي خبر ابتداء مضمر، وجاء التمييز بما وإن كانت شديدة الإبهام لاختصاصها بالنعت وحذف اسم الممدوح وهو الإبداء لدلالة: إن تبدوا، عليه كأنه قال: فنعم شيئا هو، أي الإبداء، وكذلك فنعم مزكأ من ضاقت مذاهبه «من» فيه بمنزلة شيء وضاقت مذاهبه في موضع الصفة، فيكون مثل قول الآخر:

فنعم صاحب قوم لا سلاح لهم

........

واسم الممدوح محذوف لفهم المعنى. وكذلك قوله: من هو من سر وإعلان، من فيه في موضع نصب على التمييز بمنزلة شيء وهو في سر وإعلان جملة في موضع الصفة واسم الممدوح محذوف لفهم المعنى.

ولا بد لهما أن يذكر معهما اسم الممدوح أو اسم المذموم، ولا بد من ذكر التمييز إذا كان الفاعل مضمرا. وقد يجوز حذفهما لفهم المعنى.

فمن حذف اسم الممدوح لفهم المعنى قوله تعالى: {نعم العبد إنه أواب} (ص: 44). تقديره: نعم العبد أيوب فحذف أيوب لفهم المعنى.

Halaman 65