وأبقراط يأمرك أن تبحث عن جميع هذه الأشياء وتتفكر فيها الفكر الذي يؤديك إلى حقيقة أمورها. وذلك أنك قد تجد في التشريح أن الرئة تبطل مع بطلان البطن الأيمن من بطني القلب إلا أنه قد يحتاج إلى أن تستعمل الفكر فتبحث هل بطلان الرئة كان بسبب ذلك البطن أو بطلان ذلك البطن كان بسبب تلك الرئة لأن هذا أمر لا يمكن أن يدرك ببصر العين. وكذلك الأمر في الرقاب فإنك قد تدرك ببصر العين أن الرقاب توجد طويلة في ما كان من الحيوان طويل القوائم كما قد قلنا آنفا وليس تقدر أن تعرف ببصر العين سبب تزيد أيهما يزيد الآخر.
«وفي نبض العروق أي شيء منه مشترك»: إن بعض ما قد اتفق عليه أن القدماء قد يطلقون اسم «العروق» وهم يريدون «العروق الضوارب» وخاصة متى ذكروا معها النبض . فكأنه في هذا القول يأمر بأن تبحث عن المشاركة التي للعروق الضوارب فيما بين بعضها وبين بعض وفيما بينها وبين الأحشاء.
وقد يوجد في بعض النسخ مكان «ديسفوكيس» وهو النبض «دياسفنكيس» وهو الشد. وعلى حسب هذه النسخة يكون المعنى الذي يقصد بهذا الكلام إليه أمر فصد العروق لأن فصد العروق قد يجوز أن يسمى باسم «الشد» من العرض اللازم له لأنا متى أردنا أن نفصد عرقا شددنا العضو الذي فيه ذلك العرق.
Halaman 186