Sarh Jalinus untuk Kitab Abuqrat yang Dinamakan Ifidimiya
شرح جالينوس ل كتاب أبقراط المسمى افيذيميا
Genre-genre
ولنبحث بعد لم أضاف إلى ذلك «عظم الرأس». وأولى من ذلك بالبحث والذي من سببه قلنا جميع ما قلنا لم قيل في صاحب هذه الحال إنه «متين الغضب» ولم يقل مطلقا إنه «غضوب». وقد قال أيضا قبيل في آخر إنه «حديد» أي سريع الغضب وبين أن ذلك هو ضد هذا الذي ذكره الآن فوصفه بأنه «متين الغضب» وذلك أن حدة الغضب وسرعته دليل على حال عجلة من النفس «ومتانة الغضب» دليل على حال ركانة وثبات من النفس. وذلك أن الناس إذا رأوا إنسانا يبطئ حرده حتى لا يظهر منه قلق لمن يراه [أن] يقولوا إن هذا الرجل «متين الغضب» ولا يقولون فيه إنه «غضوب» ومن شأن من كانت هذه حاله أن يدوم الغضب منه مدة أطول كما أن «الحديد» يسكن غضبه في أكثر الأمر سريعا. وذلك أن من شأن الركين الثبات ومن شأن السخيف الخفيف سرعة التنقل فيشبه أن يكون الحرارة من القوة الغضبية تحدث الخلق الغضوب ويكون اختلافه في السرعة والإبطاء بحسب طبيعة القوة الناطقة. وذلك أنه متى كانت هذه القوة أعني الناطقة سريعة الانقياد فإن الخاطر في النفس يكون أكثر سرعة ومتى كانت وثيقة حذيرة حدث من قبل ذلك إبطاء الغضب.
ومما يقرب من الإقناع أيضا أن نقول إنه كما أن للقوة الغضبية جلدا وضعفا كذلك للقوة الناطقة أيضا فإذا كانت القوة الناطقة جلدة قدرت على منع القوة الغضبية وكظمها عند إفراط حركتها فيكون الخلق من صاحب هذه الحال «متين الغضب» وإذا كانت القوة الناطقة ضعيفة فسلة لم تطق ضبط الغضب فتتحرك حينئذ القوة الغضبية بسرعة فيكون صاحبها «حديدا». وإن كان هذا القول مما يقرب من الإقناع فقد نجد «عظم الرأس» دليلا على فضيلة القوة الفكرية وشدتها إذ كان مسكن تلك القوة الدماغ كما أن مسكن القوة الغضبية القلب ومسكن القوة الشهوانية الكبد.
Halaman 792