213

Sharh Ihqaq al-Haq

شرح إحقاق الحق

Penyiasat

تعليق : السيد شهاب الدين المرعشي النجفي / تصحيح : السيد إبراهيم الميانجي

أفعال العباد قولا وفعلا مخلوقة بقدرة العبد أو بقدرة الله، وكسب العبد والقرآن مخلوق له بلا واسطة قدرة العبد وكسبه، وتحقيقه: أن الله تعالى يعلم جميع المعلومات، فعلم القرآن في الأزل بأنه سيوجده بقدرته القديمة في جسم من الأجسام من غير كسب (1)، بخلاف كلام البشر فإنه عالم في الأزل بأنه سيوجده البشر بقدرته الحادثة أو بكسبه. ومما يكسر سورة (2) استبعاد الخصم: أن صفتي السمع و البصر راجعتان إلى العلم باتفاق الأشاعرة معنا، مع أنهما عدتا صفتين مستقلتين متابعة للشارع حيث أفردهما عن العلم في الذكر لغاية اهتمامه بإثباتهما، وباعتقاد المكلفين لاتصافه تعالى بهما.

قال المصنف رفع الله درجته المطلب الثاني في أن كلامه تعالى متعدد، المعقول من الكلام على ما تقدم أنه الحروف والأصوات المسموعة، وهذه الحروف المسموعة إنما تلتئم كلاما مفهوما إذا كان الانتظام على أحد الوجوه التي يحصل بها الأفهام، وذلك بأن يكون خبرا أو أمرا أو نهيا أو استفهاما أو تنبيها، وهو الشامل للتمني والترجي والتعجب والقسم والنداء، ولا وجود له إلا في هذه الجزئيات، والذين أثبتوا قدم الكلام اختلفوا: فذهب بعضهم إلى أن كلامه تعالى واحد مغاير لهذه المعاني، وذهب آخرون إلى تعدده، والذين أثبتوا وحدته خالفوا جميع العقلاء في إثبات شئ لا <div>____________________

<div class="explanation"> (1) الكسب من مصطلحات الأشاعرة وقد مر شرحه وبيان المراد منه في تعاليقنا السابقة التي ذكرنا فيها الفروق بين الأشاعرة والماتريدية، وسيجئ في كلام القاضي الشهيد شرحه أيضا.

(2) السورة بفتح السين المهملة وسكون الواو، يقال سورة الشئ لحدته وسورة السلطان لسطوته وسورة المجد لأثره وارتفاعه وسورة البرد لشدته.</div>

Halaman 215