170

Syarah Idah dalam Ilmu Balaghah

الإيضاح في علوم البلاغة

Penyiasat

محمد عبد المنعم خفاجي

Penerbit

دار الجيل - بيروت

Nombor Edisi

الثالثة

Genre-genre

Sastera
Retorik

بما يوجهه المؤلف إليه من آراء وأفكار، وليكتسب به رضاه وتقديره وإعجابه. ولا أحيلك في فهم مذهب الجاحظ ذلك على صفحة من كتابه، فاقرأ أي صفحة وعلى الأخص الجزء الأول من هذا الكتاب، فتؤمن معي بما ذكرت.

3 -

وقد ظهر الجاحظ في عصر شاع فيه اتجاهان أدبيان مختلفان: اتجاه يرمي إلى الظهور بمظهر البداوة التقليدي في الأداء والتعبير فيؤثر الغريب من الألفاظ والعنجهي من الأساليب متناسيا روح العصر وذوقه، واتجاه آخر تأثر بالحياة السياسية والاجتماعية وبألوان الحضارة في العيش والتفكير، فمال إلى رقة الأسلوب وسهولته، مع حرص على إرضاء الطبع والذوق، وشاهد الجاحظ هذه التيارات الفكرية والأدبية المنوعة وعاصرها ولكنه مال بطبعه وذوقه إلى الاتجاه الأخير، وكتابه البيان كله دعوة إلى هذا الرأي، فهو حينا يشيد بأدب الكتاب ومذهبهم في البيان "105/ 1"، وحينا يكرر الدعوة إلى الوضوح والإفهام ومسايرة الذوق والطبع "73 ج1 و20 ج2 و225 ج3"، وحينا ينقد مذاهب الصنعة في الشعر "54، 150 ج1 و21، 25 و26 ج2" وحينا يدعو إلى ترك التكليف والتعقيد والتقعير وإيثار الأساليب السمحة الكريمة الساحرة "110 ج1 و20، 21 ج2 و224 ج3".

4-

وتكلم الجاحظ عرضا على ألوان كثيرة من البيان، وحال كثيرا من أساليبه البيانية:

ذكر البديع، حينما ذكر بعض مثله وأساليبه، ورأى أنه مقصور على العرب، ومن أجله فاقت لغتهم كل لغة، وذكر كثيرا من الشعراء الذين أكثروا منه في شعرهم، "ورأى أنه لم يكن في المولدين أصوب بديعا من بشار وابن هرمة "242 ج3، 54 و55 و1".. وتكلم على ألوان من البيان من سجع ومزدوج وقصيد وإجازة "16 ج3". فأما السجع فقد تكلم عليه الجاحظ بتفصيل وذكر آراء رجال البيان فيه

Halaman 171