Sharah Fasal Abuqrat

Ibn al-Nafis d. 687 AH
106

Sharah Fasal Abuqrat

شرح فصول أبقراط

Genre-genre

Ilmu Alam

الشرح: لما بين أن الخريف رديء مطلقا، بين أن رداءته لأصحاب السل أكثر.والسل قد يعني به حمى الدق، وقد يعني به دق الشيخوخة، وقد يعني به قرحة الرئة، لأن جميع ذلك يلزمه انسلال البدن وضموره. وإنما كان الخريف لأصحاب هذه الأمراض رديء. أما حمى الدق ودق الشيخوخة، فلأجل يبس هوائه فيجفف أبدانهم، والتجفيف أضر الأشياء بهم. وأما قرحة الرئة، فلأنه يوجب النزلات، والنزلة تضر القرحة، بل أكثر ما تكون قرحة الرئة عن نزلةB حادة. ولأن الرئة يلزمها حمى الدق، فيضرها الخريف بالتجفيف كما قلنا. وإنما كان هواء الخريف يابسا لأن الصيف قد تقدم فخلخل الهواء وشبهه بالجوهر الناري، ولم يبرد هواء الخريف بردا يحيله إلى الجوهر المائي، ولا كثرت بعد الأنداء والأمطار كما في الشتاء، فيكون لامحالة يابسا. أقول: ولا يبعد أن يكون خريف مصر أرطب كثيرا من ربيعها، بل من شتائها (145)، لأن زيادة النيل تتم في آخر الصيف ويعم ماء النيل الأرض في فصل الخريف فتكثر الأبخرة المائية جدا، ثم يزول الماء في أواخر الخريف، وفي الشتاء يقل جدا. وأما أن الخريف يوجب النزلات، فلأن الأبدان تكون قد تخلخلت في الصيف، والأخلاط رقيقة لحرارة الصيف ثم يأتي هواء الخريف المختلف والناس مغترون بعد بكشف (146) رؤوسهم، وخصوصا وظهائره حارة مرققة للمواد، وذلك موجب للنزلات لامحالة، وتكون حادة لحدة الأخلاط، وذلك أضر شيء بقرحة الرئة، وهو يكشف Bالحال فيمن أشكل أمره منهم، فيظهر آثار القرحة. فإن قيل: ولما كان برد الخريف لا يرطب الهواء حتى يرده إلى الاعتدال، وحرارة الربيع تجفف الهواء، حتى ترده عن رطوبة الشتاء إلى الاعتدال.قلنا: لأن ترطيب الهواء يكون بإحالته إلى مشاكلة الجوهر المائي، وذلك محوج إلى قوة برد لا يوجد في الخريف. وأما تجفيفه فيكون بتحليل رطوبة الشتاء، وذلك يكفي فيه أدنى حر، بل هواء الشتاء مع برده لا يخلو (147) عن تحليل إلا أن المدد يكون أكثر، لكثرة الأنداء والأمطار وكثرة الأبخرة المتصعدة من الأرض لقوة حرارة باطنها وفقدان الحرارة الظاهرةالمحللة، وذلك موجب لكثرة الأبخرة لامحالة، فيكون أكثر من المتحلل بالتحليل اللطيف، وذلك يوجب الترطيب لامحالة. وأما في الربيع فيكون التحليل أقوى من التبخير، لأن حر الأرض الباطن قد نقص وحر الظاهر قد ازداد، فيجف الهواء لامحالة، وخصوصا وقد بينا أن الاستحالة إلى الرطوبة أعسر كثيرا من الاستحالة إلى اليبوسة. A فإن قيل: فلما كان هواء الخريف مختلفا، وهواء الربيع متشابها، مع أن بعد الشمس وقربها فيهما واحد. قلنا: لأن هواء الخريف يابس متخلخل فيكون قبوله للانفعال أسهل من قبول هواء الربيع لكثافته المستفادة عن برد الشتاء. وإذا كان أقبل للانفعال فيبرد عن السبب المبرد ويسخن عن المسخن، برودة ظاهرة وسخونة ظاهرة. وفي الليل والغدوات يوجد سبب التبريد، وهو بعد الشمس عنا؛ وفي الظهائر يوجد سبب التسخين وهو قرب الشمس إلينا، فيختلف هواه، ولا كذلك الربيع.

[aphorism]

قال أبقراط: فأما في أوقات السنة فأقول: إنه متى كان الشتاء قليل المطر، شماليا، وكان الربيع مطيرا، جنوبيا؛ فيجب ضرورة أن يحدث في الصيف حميات حادة ورمد واختلاف دم، وأكثر ما يعرض اختلاف الدم للنساء ولأصحاب الطبائع الرطبة.

[commentary]

Halaman 137