Sharh Fusul Abuqrat
شرح فصول أبقراط
Genre-genre
قال أبقراط (293): فأما من جاوز هذا السن، فيعرض لهم الربو، وذات الجنب، وذات الرئة، والحمى التي يكون معها السهر، والحمى التي يكون معها اختلاط العقل، والحمى المحرقة، والهيضة، والاختلاف، [TH2 75b] الطويل، وزلق الأمعاء، وسحج الأمعاء، وانفتاح (294) أفواه العروق من أسفل (295).
[commentary]
الشرح (296): PageVW0P082B كثير من هذه الأمراض تعرض للمشايخ، فلذلك لم يقل أبقراط: وأما الكهول. ويكثر في هذا السن الربو، لكثرة النزلات (297)، مع قصور الحرارة عن إنضاجها ودفعها. وذات الجنب وذات الرئة، لكثرة النوازل إليهما، وسبب ذلك استمرار الكهول على عادتهم من كشف الرأس. وأكثر ذلك من بلغم (298)، لاجتماع الصفراء مع البلغم. أما الصفراء، فمما (299) حصل في سن الشبيبة. وأما البلغم، فمما (300) حصل لهم عند الانتقال. والحمى التي يكون معها السهر، لغلبة اليبوسة على أمزجتهم. والحمى التي يكون معها اختلاط (301) الذهن (302)، لأجل السهر، مع ضعف الدماغ، بسبب الانتقال إلى البرد. والحمى المحرقة، وذلك إذا كانت المادة بقرب القلب، ومن كان من الكهول يابس البطن فحدوث هذه الحميات فيه أكثر، لأن الصفراء التي تولدت في سن الشباب لا تكون قد PageVW2P076A اندفعت من جهة الأمعاء. والهيضة، PageVW0P083A والاختلاف الطويل (303) لاغترارهم بهضمهم القوي الذي كان في الشبيبة، ولذلك يعرض لهم زلق الأمعاء والسحج، ويعين على ذلك كثرة نوازلهم الحادة. وأيضا انفتاح أفواه العروق من أسفل، لسوداوية أخلاطهم، مع حدتها وميلها إلى أسفل.
[aphorism]
قال أبقراط (304): PageVW1P043A وأما المشايخ فيعرض لهم رداءة النفس (305)، والنزل التي يعرض معها السعال، وتقطير البول وعسره، وأوجاع المفاصل، وأوجاع الكلى، والدوار، والسكات، والقروح الرديئة، وحكة البدن، والسهر، ولين البطن، ورطوبة العينين والمنخرين، وظلمة البصر، والزرقة، وثقل السمع.
[commentary]
الشرح (306): يكثر بالمشايخ النوازل، لضعف أدمغتهم، مع كثرة فضولهم؛ ولذلك يكون معها سعال (307)، ورداءة في النفس (308)، وخصوصا إذا برد الهواء. وتقطير البول وعسره، لضعف مثانتهم، لأجل برد PageVW0P083B المزاج، مع كثرة فضولهم، وكونها مع حدة، لغلبة الأرضية. وأوجاع PageVW2P076B المفاصل، لكثرة ما يسيل إليها من الفضول. وأوجاع الكلى، لكثرة موادهم الغليظة، فتسدد الكلى، وربما ولدت الحصاة (309). والدوار، والسدر، والسكات؛ لكثرة الأبخرة المتصعدة من معدهم لضعف هضمهم (310)، ولكثرة فضول معدهم (311) لضعفها. والقروح الرديئة، لكثرة فضولهم، مع فسادها. وحكة البدن، لبورقية موادهم، مع تكاثف جلودهم. والسهر، لبورقية رطوباتهم، وغلبة همومهم وأفكارهم، لكن النعاس يغشاهم كثيرا لما تقدم من سهرهم، وإذا طرحوا أبدانهم لم يناموا، لثوران الحرارة (312) موادهم. ولين البطن، يريد أن ذلك يعتريهم كثيرا على أنه مرض، وسببه كثرة الفضول، مع قصور الهضم. ورطوبة العينين والمنخرين، لما يسيل من أدمغتهم مما لم يتم هضمه، مع كثرة الأبخرة المرتفعة إلى رؤوسهم، PageVW0P084A فإذا تكاثفت (313) في الدماغ لبرودة، عادت مائية وسالت من العين (314) PageVW1P043B والأنف. PageVW2P077A والزرقة، وسببها فيهم: إما يبوسة العين (315)، فيقل سواد العنبية، كما يقل خضرة الزرع إذا اخذ في اليبس؛ أو غلبة الرطوبة المائية، كما يصفر الزرع إذا أفرط في سقيه. وثقل السمع، لابتلال عصبته (316).
بسم الله الرحمن الرحيم.
المقالة الرابعة من كتاب شرح فصول أبقراط (1)
Halaman tidak diketahui