Sharh Fusul Abuqrat
شرح فصول أبقراط
Genre-genre
قال أبقراط (137): وأما (138) الأمراض التي تحدث عند كثرة المطر، في أكثر الحالات، فهي (139): حميات طويلة، واستطلاق PageVW0P070B البطن (140)، PageVW2P064B وعفن، وصرع، وسكات، وذبحة. فأما الأمراض التي تحدث عند قلة المطر فهي: سل، ورمد، ووجع المفاصل، وتقطير البول، واختلاف الدم.
[commentary]
الشرح (141): إذا كثر المطر، كثرت الرطوبات، فكانت الأبدان مستعدة للتعفن؛ فلذلك يحدث حينئذ الحميات، وتكون تلك الحميات طويلة لكثرة موادها. ويحدث أيضا انطلاق (142) البطن، لكثرة ما ينزل من تلك الرطوبات إلى البطن، ولا يلزم أن تكون (143) تلك الرطوبات حادة ساحجة؛ فلذلك لم يذكر أنه يعرض حينئذ اختلاف دم. وما يحتبس من تلك الرطوبات PageVW1P036B في الرأس، يفعل الصرع والسكتة، وإنما لم ينزل (144) ذلك في الصورة التي كان (145) الخريف فيها جنوبيا، بعد صيف شمالي، لأن الرطوبات تكون حينئذ قليلة المقدار، حادة، فيكون إحداثها للصداع أولى. وما ينزل إلى الحلق يحدث الذبحة، لكثرة المادة، PageVW0P071A فيبلغ إلى حد يزاحم مجرى النفس PageVW2P065A والغذاء. وإذا قل المطر، قلت الرطوبات، واحتد ما في الأبدان من الرطوبات، لنقصان مائيتها، فيعرض الرمد، لحدة المادة، ولتضرر (146) الأعين بيبوسة الهواء. ويتبع ذلك هزال العين، لليبوسة، وقبول رطوبات العين للجفاف، * ويسمى ذلك سلا (147). ويعرض أيضا دق الشيخوخة، لليبوسة. وتحدث أيضا قرحة الرئة، لأن ما ينزل إلى الرئة، وإن قل، يكون شديد (148) الحدة. ويحدث أيضا حمى الدق، لاحتداد حرارة بعض الأبدان، مع اليبوسة، وكل ذلك يسمى سلا. ويحدث وجع المفاصل والنقرس، وذلك لأن الرطوبات، وإن قلت، فإنها تكون حادة كريهة إلى الطبيعة، فما يندفع منها إلى الطرف (149) يحدث ذلك، ويحدث أيضا تقطير البول، لشدة إيلامه بما (150) يخالطه من المواد الحادة.
[aphorism]
قال أبقراط (151): PageVW0P071B وأما حالات الهواء في يوم يوم، فما كان منها شماليا، فإنه يجمع الأبدان ويشدها، ويقويها، ويجود حركتها (152)، ويحسن ألوانها PageVW2P065B ويصفي السمع منها، ويجفف البطن، ويحدث في الأعين لذعا، فإن (153) كان في نواحي الصدر وجع متقدم، هيجه وزاد فيه. وما كان منها جنوبيا، فإنه يحل الأبدان ويرخيها، ويرطبها، ويحدث ثقلا في الرأس، وثقلا في السمع، وسدرا في العين، وفي البدن كله عسر الحركة، ويلين (154) البطن.
[commentary]
الشرح (155): اليوم الشمالي هو البارد الهواء، اليابسه، وكل واحد من البرد واليبس يوجب تجمع الأجزاء، فلذلك (156) هذا PageVW1P037A اليوم يجمع الأبدان ويشدها، لأن الرخاوة إنما تكون بالرطوبة والحرارة، ويقويها الامتناع الحار الغريزي عن التحلل. "ويجود حركتها (157)" أي هضمها وتغذيتها، لكثرة الحار الغريزي. وأما الحركات PageVW0P072A الانتقالية فيمكن أيضا أن تجود في هذا اليوم لزوال الرخاوة التي تكون بالحرارة والرطوبة. وأما إذا دام الهواء باردا يابسا، فإنه يضر في هذه الحركة، لأجل تضرر الأعصاب. وأيضا يصفي السمع، لمنعه الأبخرة المكدرة (158) بإجادة PageVW2P066A الهضم. وأيضا يجفف البطن، وذلك لإجادة الهضم وانعصار عضل المقعدة، فيعسر خروج الخارج، ولسكون المرار، فيقل ما يندفع منه إلى الأمعاء. وأيضا يحدث في الأعين لذعا بالبرد واليبس، وتتألم العينان بذلك أكثر من باقي الأعضاء لقوة حسها. قوله: "ويحسن ألوانها" يريد أن اللون يكون حينئذ أحسن مما يكون في اليوم الجنوبي القوي الحرارة. وأما إذا كانت الحرارة خفيفة، فإن اللون يكون أحسن جدا، لجذب الحرارة الدم (159) إلى الظاهر، مع كونها بحال تلين الجلد ولا تقوى على التحليل (160). قوله: "وإذا كان في نواحي الصدر وجع PageVW0P072B متقدم هيجه وزاد فيه" سبب ذلك أن الصدر ونواحيه كثير العظام، وهي باردة، والهواء يرد إليها كثيرا، ولضعف هذا السبب، لكون التغير في يوم واحد لا يقوى في الأكثر على إحداث هذا الوجع ابتداء. وما كان من الأيام جنوبيا، فإنه PageVW2P066B يحل الأبدان ويرخيها ويرطبها، وسبب ذلك الحرارة والرطوبة، ويحدث في الرأس ثقلا، لكثرة الأبخرة وقبول الدماغ لها لاسترخائه بالرطوبة، ولأنه حينئذ يسترخي فتكون قوته على حمل ما يتصعد إليه PageVW1P037B من المواد ضعيفة (161). وأيضا ثقلا في السمع، لكثرة الأبخرة. وأيضا سدرا، لكثرة الأبخرة أيضا، وذلك لأجل ضعف الهضم وثوران المواد بالحرارة. وأيضا يحدث في العينين وفي البدن كله عسر الحركة، وذلك لاسترخاء الأعصاب بالرطوبة، والعينان (162) تقبل ذلك أكثر، لزيادة رطوبتهما. وأيضا يلين البطن، لضد ما قلنا في اليوم الشمالي.
[aphorism]
Halaman tidak diketahui